الرياض - وكالات:
أعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن ما قاله حسن نصرالله الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية، الاثنين، بحق المملكة العربية السعودية «لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين».
وقال ميقاتي: «لطالما دعونا إلى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية، وعدم الإساءة إلى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما السعودية. ومن هذا المنطلق كانت دعوتنا إلى أن يكون موضوع السياسة الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه».
وأضاف ميقاتي أن ما قاله نصرالله «بحق المملكة العربية السعودية هذا المساء لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين. وليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية، خصوصاً دول الخليج»، وفقاً لما نقله حساب مجلس الوزراء اللبناني على تويتر.
وتابع ميقاتي بالقول: «فيما نحن ننادي بأن يكون حزب الله جزءًا من الحالة اللبنانية المتنوعة ولبناني الانتماء، تخالف قيادته هذا التوجه بمواقف تسيء إلى اللبنانيين أولاً وإلى علاقات لبنان مع أشقائه ثانياً».
ودعا ميقاتي الجميع إلى «الرأفة بهذا الوطن وإبعاده عن المهاترات التي لا طائل منها، والتعاون لإخراج اللبنانيين من وحول الأزمات التي يغرقون فيها، فنعيد ترميم أسس الدولة وننطلق في ورشة الإنقاذ المطلوبة».
واختتم ميقاتي تصريحاته قائلاً: «بالله عليكم ارحموا لبنان واللبنانيين وأوقفوا الشحن السياسي والطائفي البغيض».
من جانبه، قال الرئيس ميشال سليمان في بيان: «في حين يدعو رئيس الجمهورية إلى انعقاد هيئة الحوار الوطني ثم يؤيده رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء بالدعوة عينها. وفي حين يتفق رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة على رفض المسّ بالعلاقة مع دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية #السعودية التي أعلنت بالأمس استعدادها للحوار مع إيران، يهاجم الأمين العام لـ»حزب الله» المملكة ويتهمها بالإرهاب والتفجيرات».
وسأل: «هل هذا الموقف هو بالنيابة عن إيران أم ضدها، أو توخياً لمصلحة اللبنانيين وتماهياً مع سياسة الدولة، أم هو لمعاكستها ولتخريب علاقاتها أم لكل هذه الأمور مجتمعة؟»، مشيراً إلى أن «غالبية الشعب اللبناني ترفض هذا الموقف وترى فيه ضرراً كبيراً يقع على لبنان وتدميراً للعلاقة مع السعودية التي أحبت لبنان من دون غاية».
وردَّ مجلس التنفيذيين اللبنانيين في المملكة العربية السعودية على التصريحات التي أدلى بها حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، والتي قال فيها إن المملكة بشكل خاص والخليج بشكل عام يتخذ من اللبنانيين «رهائن» ليهدد بهم الدولة اللبنانية.
مجلس التنفيذيين اللبنانيين مجلس حائز على علم وخبر في لبنان من وزارة الداخلية اللبنانية وهو جمعية اغترابية معظم أعضائها مقيمين بالسعودية، يضم 150 شخصية من بين رجال أعمال ومديرين تنفيذيين موجودين في العالم، ولكن الجزء الأكبر في الخليج. وهو مبني على 14 لجنة قطاعية من مصرفيين ومحامين ومقاولين وغيرهم.
وقال المجلس في البيان الذي وصل لـCNN بالعربية نسخة منه: «استمع اللبنانيون المنتشرون في مختلف أنحاء العالم وفي دول الخليج العربي إلى خطاب أمين عام حزب إيران في لبنان الذي أسهب فيه بالتعريف بالإرهاب والإرهابيين، ووصف المغتربين اللبنانيين بالرهائن، مركزاً على المقيمين في دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، مستبقاً التعليقات المعترضة على تصريحاته بأنه يعلم مسبقاً (تذكرون طبعاً «لو كنت أعلم») فداحة وصفه وأضرار تصريحاته بمحاولة جادة لفك آخر ترابط للبنان مع دول الخليج العربي إلا وهو وجود الجاليات اللبنانية المقيمة في هذه الدول، محرضاً على ترحيلها أو زعزعة وجودها، وذلك بعدما تم الإجهاز المنهجي على العلاقات السياحة والاقتصادية عبر ضرب قطاع المصارف ووقف التصدير».
وأضاف المجلس: «فات أمين عام حزب إيران في لبنان بأنه لم يحصل بأن هددت السعودية أو أياً من دول الخليج العربي الجاليات اللبنانية بالترحيل، بل على العكس كلما اشتدت الأزمة كانت تسارع إلى طمأنة هذه الجاليات بأنها مرحب وهي جزء من النسيج العربي المقيم فيها.. ويبدو أن هذه التطمينات أزعجت أمين عام حزب إيران في لبنان لما لهذه الجاليات كما كل الانتشار اللبناني من تأثير كبير على لبنان المقيم خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان بعد نفاد الموارد التي يمكن أن يستعملها من في السلطة لاستقطاب المناصرين والمؤيدين، ويترافق ذلك مع انكشاف كامل لكون الحزب هو الذراع العسكرية للمشروع الإيراني في المنطقة، ولا وظيفة له غير ذلك، واستعداد هذا الحزب لتقديم القرابين على مذبح المصالح الإيرانية، دون التطلع إلى مصالح اللبنانيين».
وأضاف البيان: «توجه المجلس إلى أصحاب مقولة ‹الرهائن› بالسؤال: كم من اللبنانيين تواقين إلى مغادرة لبنان وفوراً؟ وإلى أي مكان في العالم؟ وبأي ثمن؟ وأن حلمهم هو إيجاد فرصة عمل في إحدى دول الخليج العربي وفي المملكة العربية السعودية تحديداً؟.. ما أوصلنا إلى هذا الدرك المفجع إلا تلطي المفسدين بعباءة حزب إيران في لبنان».