ودعنا عام 2021 بحلوه ومره وبفيروسه الذي زاد استفحالاً في شهره الأخير بمتحوره أوميكرون.
إنه ليس مجرد شهور وأيام مضت وأفلتت وودعناها في حفل رأس السنة الجديدة 2022! إنه دروس وعبر وتجارب وخبرات ينبغي ألا تمر مر السحاب سدى، بل نستفيد منها في حاضرنا لمستقبلنا، وهو تاريخ لنا ولأجيالنا القادمة ينبغي توثيقه.
إن انقضاء 2021 هو عِبرة لمستقبلنا وعَبرة نبكي عليها أنها قربتنا من الآخرة.
إنه حافز يحفزنا لنبدع في 2022، وحلم كان وانتهى، وألم وحسرة على من توانى وتكاسل وأهمل، وفرصة لمراجعة النفس، وشاهد وشهيد علينا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.لننظر إلى العام الجديد 2022 نظرة أمل وتفاؤل بأن يكشف الله عنا العذاب إنا مؤمنون باكتشاف لقاح ناجع يقضي على فيروس كوفيد 2019، فيجعله من ذكريات الماضي الأليم. وأن يكون العام فرصة لمراجعة ومعرفة النفس وتأملها وزيادة وعيها بما تريد تحقيقه من إنجازات، وتشخيص مواطن قوتها وضعفها؛ للاستفادة من خبرات الماضي، وكتابة خارطة طريق في جميع المجالات النفسية والاجتماعية والعلمية والروحية والاقتصادية وغيرها للسير بها على هدى؛ لتحقيق إنجازات عظيمة بدلاً من البكاء على أطلال 2021 إذا كان لا يجدى منه سوى البكاء.
لنجعل 2022 عام الطموح والإرادة والعمل الدؤوب لا عام أحلام يقظة وردية. لنجعله عام الالتزام والمسؤولية تجاه أنفسنا ومجتمعنا ووطننا وأمتنا وعالمنا، وتجاه ربنا أولاً بأننا خلقنا لعبادته وعمارة أرضه، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
لنجعل شعاره التفوق، التفوق على أنفسنا أولاً ثم على الآخرين وترك بصمات يشار إليها بالبنان في صحيفة أعمالنا.
لنجعله عام التحدي والنجاح وبجهودنا سنحقق الفلاح في ذات صباح، وأن النجاح ليس قصة من قصص ألف ليلة وليلة بل هو إيمان يتحقق بالإرادة والمثابرة بإذن الله.
لنجعل 2022 عام التغيير نحو الأفضل، ونبدأ به بأنفسنا أولاً، ثم بالأقرب لنا ونكون نحن التغيير الذي نريد أن نراه في العالم، ونتنافس فيه بالجد والاجتهاد لبلوغ المنى يوم الحصاد، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
إن 2022 ليس مجرد أيام ستمر ويداولها الله بيننا بل هو عمر جديد وهبنا الله إياه، فكم من واحد منا على فراش الموت يقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ..}؛ لذا ينبغي علينا شرعاً وعقلاً استغلاله فيما ينفعنا قبل أن يدركنا هاذم اللذات ونتذكر تقصيرنا ونبكي {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}.