حديثي اليوم عن صرح من صروح الاستشفاء الذي هو مقصد جميع أبناء المملكة بجميع الأعمار وكذلك بعض المقيمين على هذا الثراء الطاهر بإذن الله ومن بعض جيراننا من البلدان العربية والإسلامية، لا بل بعض الأمريكان والأوروبيين للسمعة العلاجية التي اكتسبها ووجود كفاءات طبية وطنية وقليل من الأجنبية من ذوي الكفاءات العلمية المشهود لها، ولقد أثبت الأطباء السعوديون كفاءتهم وبراعتهم في جميع الميادين الطبية وفي جميع التخصصات شهد بذلك لهم العالم أجمع حتى أن بلاداً مثل كندا هذه الدولة التي تتربع على هرم الدول الأمريكية والأوروبية في التقدم والحضارة كادت في سنة من السنوات أن تتوقف فيها عجلة الاستشفاء عندما هم الأطباء السعوديون بمغادرتها فضجت وسائل إعلامهم بالاحتجاج وضج السكان بمثل هذا حينئذ قررت الحكومة الكندية إغرائهم بكل وسائل الترغيب بعدم المغادرة حتى لا تتعطل مستشفياتهم وكل يوم تأتينا الأخبار من بلاد الغربة ومن الداخل بنجاحات تلو النجاحات من تحقيق منجز طبي وغير طبي جديد من أطباء وعلماء سعوديين برعوا في ميادين العلم والاختراعات.
هذه الشجون طرأت على ذهني عندما وصل إلى علمي القرار الحكيم بتحويل مستشفى الملك فيصل التخصصي إلى مستشفى غير ربحي والذي هو الآخر طبقت سمعته وشهرته الآفاق في براعة أطبائه ونجاحاتهم في مختلف التخصصات البشرية، وقد لمست هذه الأمور في كلا المستشفيين عندما تعوزني الحاجة إلى العلاج ولا يقل عنهما مستشفى الشميسي المركزي أو المستشفى العسكري أو مستشفى الحرس الوطني أو مستشفى قوى الأمن الداخلي أو المستشفى الجامعي التابع لجامعة الملك سعود رحمه الله. ويا حبذا لو تم تحويل مستشفى الملك خالد للعيون لنظام مماثل وتم العمل لفتح فروع له للتخفيف عليه.
وما دمنا بصدد الحديث عن المستشفيات، فقد كان هناك ما يُعرف بمستشفى الأمير طلال بن عبدالعزيز على طريق المطار القديم قبل أن يصبح جزءاً من مستشفيات جامعة الملك سعود كان يتبع نظاماً في العلاج محبباً إلى نفسي، فكل خدمة فيه تقدم بمبلغ زهيد بدءاً من فتح الملف وكان في وقته صرحاً طبياً مميزاً، واستمر على ذلك بأطباء سعوديين وإخوة عرب ردحاً من الزمن كان هو والمستشفى المركزي يقدمان خدمات للمواطنين والمقيمين لا تضاهى.
ودارت عجلة الزمن والتقدم ولله الحمد في ربوع هذه المملكة المباركة وعمّت المستشفيات الحكومية والأهلية ربوع بلادنا من أقصاها إلى أقصاها وأصبحت مثار إعجاب العالم بما تقدمه من علاجات متقدمة يحول إليها المرضى من كثير من دول العالم النامي والمتقدم، بل أصبحت المملكة الدولة الأولى في العالم لفصل التوائم، مما أثار إعجاب العالم بما حققته المملكة العربية السعودية وما أحرزته من تقدم في ميادين الطب بمختلف تخصصاته وفي ميادين العلم والاختراعات، فالحمد لله أولاً وآخر على نعمة الإسلام والأمن والأمان مما يعطي دليلاً صادقاً على ما تبذله الحكومات الرشيدة المخلصة الواحدة تلو الأخرى في سبيل النهوض ببلادنا وتحقيق رفاهيتها وتقدمها في جميع الميادين لا سيما ونحن نرى كثيرا من دول العالم القريب منها والبعيد تتخبّط في إدارة شئون بلدانهم والنكوص بها الى الوراء لتسبح في مزيد من التخلف والجهل والفقر، فلله الحمد والمنّة على ما أولى هذه البلاد من حكومات رشيدة متعاقبة وأسرة كريمة مخلصة لدينها وشعبها.