بتول شبر
لعل أفضل طرح مواز هو استحضار النموذج السعودي الذي نجح في خلق نموذج اقتصادي جديد في توجه جديد لشركة «أرامكو» لخطة التحول نحو التربع على عرش البتروكيماويات في العالم في وصف لائق جداً كما وصفها المحلّلون وخبراء أسواق النفط «عملاق يستحوذ على عملاق»، بوصف صفقة شراء «أرامكو» السعودية (أكبر شركة منتجة للنفط في العالم) على 70 % من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، أكبر شركة بتروكيماويات في الشرق الأوسط والرابعة عالمياً وهو ما يعد الحدث التاريخي الأبرز في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بقيادة ولي عهده ونجله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظهما الله.
وبحسب المحلّلين فإن السعودية تسير نحو التربع على عرش إنتاج الكيماويات في العالم، أسوة بكونها أكبر مصدر للنفط الخام، بحسب رؤيتها 2030، إلى أن تكون الأولى في إنتاج وتصدير البتروكيماويات في العالم، خلال السنوات الست المقبلة في الأقل. كما تسهم الصفقة في تعزيز الدور الرائد في الخارطة الاقتصادية في العالم لتصبح الأكثر تأثيراً.
وترصد «إندبندنت عربية» نقاط القوة المالية والصناعية والفنية والتسويقية بين العملاقين والفوائد التي تعود عليهما من الاستحواذ، وكذا على الاقتصاد الوطني للسعودية، حيث يؤكد الخبراء في حديثهم أن الصفقة التي وصفت بأنها الأضخم في تاريخ سوق الأسهم السعودية والأكبر في منطقة الشرق الأوسط أيضاً، ستساعد على زيادة الحصة السعودية في سوق البتروكيماويات عالمياً، كما توحّد الأهداف من أجل إنشاء شركة كبرى في قطاع الكيماويات لتحقق التكامل رأسياً في قطاعات أبرزها البتروكيماويات المتقدِّمة.
في الوقت ذاته، يشير الخبراء إلى أن الاستحواذ خطوة مهمة جداً نحو جعل «أرامكو» شركة طاقة متكاملة دولياً، فيما تستفيد «سابك» من الإمكانيات اللوجستية لـ»أرامكو»، ما يجعلها أكبر شركة في العالم، ليس في مجال إنتاج الطاقة فحسب، وإنما في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق والكيماويات.
نهايك عن الخطط التنموية غير المعلنة عنها لصنَّاع القرار في الرياض والمنطقة الصناعية السعودية، حيث نتوقَّع في الأيام القادمة مفاجآت أكثر على صعيد التطوير الصناعي السعودي والذي يحتذى به خليجياً وعالمياً، خصوصاً بعد النجاح الباهر الذي حققه اكتتاب أرامكو ولربما وصولاً إلى تحديات جديدة مثل التصنيع الطاقي النووي بعيداً عن التسلّح.
بلا شك أن الاستفادة من النفط وموارده في مجال التصنيع المحلي أفضل بكثير من بيع النفط الخام وتصديره بنظام البراميل وهو نأمل طرحه بقوة عند وضع خطة متكاملة بدءاً لتحول الصناعي السعودي في المنطقة العربية وذلك لاستغلال كمية النفظ السعودي أفضل استغلال.
** **
- سيدة أعمال ومحلِّلة اقتصادية - مملكة البحرين
Batyshubbar@gmail.com