عبده الأسمري
تمر «الأعوام» في شريط «الأقدار» وتأتي «التهاني» من «أبواب» عدة بعضها للتسلية وأخرى من الفراغ وأخيرة للفرح..وتمضي «ساعات» الحياة دون «توقف» فتتحرك «عقارب» الزمن وتنطلق «مآرب» الذات والإنسان خلالها في «متاهات» من التراجع والتخلف أو «مدارات» من التقدم والتحضر وتأتي «مؤشرات» الإثبات في «وقائع» الأثر و»حقائق» التأثير التي تظل في حيز «الوقع» وتبقى في إطار «الواقع».
على كل إنسان مع مضي عام وقدوم آخر أن يراجع «القوائم» الخاصة به في أقواله وأفعاله وأن يقف «محايداً» في إهداء ذاته «المكافأة» التي تستحقها أو «العقوبة» التي تستاهلها ليبقى «خصيم» نفسه في ميزان هو الأدرى بارتفاعه أو انخفاضه وعليه أن لا يتباهى بـ«مجاملات» بائسة ولا يرتكن لـ«ثناءات» ذاتية عليه فقط أن يعطي النفس حقها بلغة «الحياد» ومنهج «السداد».
الحياة دوائر من الابتلاءات ومصائر من العطاءات يعيش فيها «الإنسان» سائراً بين «قطبين» من المنح والمحن وبين ذلك مسارات «توجس» ومدارات «توقع» ووسطية من «الانتظار» في منطقة «رمادية» تتمنى الظفر بالمتن «الأبيض» من النعم وتطلب الابتعاد عن المصير «الأسود» من النقم..
يضاف كل عام «رقم» جديد في أعمارنا وعدد إضافي في حياتنا.. ووسط هذه «الحتمية» الربانية في طبيعة الحياة تأتي «العوائق» كوقائع تتشكل في رداء «اختبار» حياتي يميز «الصابر» من «القانط» لتتوزع «العطايا» الإلهية بعدل واعتدال وحكمة واحتكام..
يتابع «الإنسان» يوميا «رصيد» حساباته «البنكية» ويغفل عن «مراجعة» موازينه «الدنيوية» فيظل «متأرجحاً» ما بين عام إلى آخر «فاقداً» الاتزان بين ثبات «مأمول» و«إثبات» مطلوب..
على كل «إنسان» أن يراجع الأسماء المعروفة لديه والتي كانت ضمن «قوافل» الراحلين ومنهم القريب والصديق والزميل وعليه أن يدقق في «تداعيات» الرحيل من خلال «الصفحات» التي تركها الراحل في دنياه وهل كان فيها «بصمات» مؤثرة أم أنها امتلأت بالفراغات «المفتوحة أو بالسلبيات المخجلة والتي تنقل الإنسان بين «كفوف» الدعاء أو تبقيه في «صفوف» الفراغ.
كم من «أقوام» جاءت وسادت ثم بادت وكم من «عشائر» تميزت واعتزت ثم ضعفت وكم من «ظالم» تكبر وتجبر ثم اندحر وكم من «شخص» كافح ونافح ثم ترجل كل ذلك يأتي في إطارات من منحنيات «العمر» ومنعطفات «الزمن» والتي يبقى فيها الإنسان «المخلوق» الذي يوظف «حقيقة» العيش و«واقعية» المطلب في سياق «تاريخ» ينتصر للحقيقة ويهزم «التزييف» ويبقى «الحكم» فيها لشهادة «الخلق» ومشاهد «الأخلاق» وشواهد «النفع».
يرتهن «الطفل» إلى رعاية أولى في ظلال أبويه ثم يحاول «الاستقلالية» في «مراهقة» لاحقة تحت ظل تغيراته ثم لا يلبث أن ينضج فيصنع «الاعتمادية» في «رشد» قادم في إطار مسؤولياته ثم يمضي في مستوى حياتي ثم تفاجأ بوجود منحنى العمر في «شيخوخة» إجبارية فينكص حينها في «مراجعة» متأخرة إلى كشف «حساب» السنين فيقع وقتها ما بين «وقار» يصنع «الاستقرار» أو «حنين» يشيع «الأنين»..
تصقل «التجارب» سلوك الإنسان وتنقي «المشارب» مسالك البشر ويمنح «النضج» المقترن بالفوائد والمرتبط بالمنافع بعيداً عن حسابات «الأنانية» مسارات من «التصحيح» واتجاهات من «التوجيه» حتى تطوى صفحات «العمر» وفيها محطات «مضيئة» وبصمات «مضاءة» بحقيقة «الذكر» المشروط بالجد وواقعية «الشكر» الموثق بالجهد في «إنتاج» مبهج و«أثر» «بارز» و «انتصار» معلن تؤيده متون «الدلائل» وتوثقه شؤون «البراهين».
قافلة الحياة تمضي والبشر فيها مسافرون وقادمون وراحلون بين محطات وخلال مراحل ووسط دروب «وعرة» المهالك «وفيرة» المسالك.. تبقى «التجربة» فيها «وقفة» للتدبر و«الخبرة» وسطها «محطة» للتفكر..ويظل «الرحيل» مصيراً حتمياً لكل «الخلائق» ويبقى الأثر النافع إرثاً متبقياً يملأ «ظلمة» القبر بالضياء ويظل الذكر الحسن حصاداً باقياً يدعم «وقفة» الحساب بالحسنى.