إبراهيم بن سعد الماجد
الحكاية لها مبتدأ.
والمبتدأ له خبر!
في مبتدأ القول: يقول حافظ وهبة عن مدينة بريدة بأنها من كبرى المدن النجدية وأحسنها نظاماً ونظافة، وطرقها أوسع من طرق الرياض القديمة. ويقول أمين الريحاني عن عنيزة بأنها مليكة القصيم وقطب الذوق والأدب وباريس نجد.
يقول شارلز داوتي الذي زار القصيم عام 1295هـ إن العملة الإسبانية كانت العملة السائدة في القصيم ووصف عنيزة بأنها مدينة هادئة ومريحة ويوجد فيها جميع الاحتياجات اللازمة لقيام حياة المدنية، بينما تعجب من أن قرية الخبراء يوجد بها 600 بيت وهادئة بشكل لافت!
ووصف الرحالة ج. لوريمر الذي زار القصيم 1326هـ حقول القمح وأهل البكيرية وتجارة الإبل وتوزيع المذنب بين حقول النخيل وتكون المنازل من طابقين واحتواء السوق على عشرين محلاً. أما الرحالة الشهير سانت جون فلبي الذي زارها عام 1237هـ فتحدث عن كون القصيم المصدر الأول للملح من سبخة العوشزية واعتبره من أجود الأنواع وذكر أن أنواع النخيل تصل إلى 28 نوعاً كما تحدث عن غنى المنطقة بالمياه.
وفي الخبر:
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» مدينة بريدة ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة، كمدينةٍ مبدعة في مجال فن الطهي، وذلك في البيان الذي أعلنته المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للمدن.
الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة القصيم وبالشراكة مع هيئة فنون الطهي أعدت ملف إدراج مدينة بريدة في شبكة اليونسكو للمدن المبدعة بإشراف ومتابعة من إمارة القصيم وبالتعاون مع هيئة التراث وفرعها بمنطقة القصيم، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث، والمندوبية الدائمة للمملكة لدى اليونسكو، فكان الفوز من نصيب هذه المدينة الهادئة التي تتوسط نجد.
وفي الخبر:
دخلت منتزهات الغضا بعنيزة موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر حديقة نباتية في العالم لأشجار الغضا.
جاء هذا الإنجاز بسبب عقود من المحافظة والاهتمام من أهالي (عنيزة) بهذا المنتزه الذي تبلغ مساحته 42585.74 فدان (172.338.379 متراً مربعاً).
ومنتزه الغضا البري يقع في محافظة عنيزة، ويتميز بكثرة أشجار الغضا، ويقام فيه مهرجان الغضا الشتوي كل عام.
فوز بفن، وآخر ببيئة، توازنٌ لا أراه إلا دليل إبداع يُدار من رجل مبدع قلب كثيراً من موازين العمل الجامدة، والعادات البائدة، وشبك يديه بأيد مضمخة بالطين تارة، وبالعرق تارات، فلم يعد هناك (هذا عمل غير مناسب) أو (هذا عيب) أو (اللي ما يخلص اليوم يخلص بكره!) فكان العمل بالقدوة، والتقدير يأتي مباشرة من هذا الرجل الذي سمعته يوماً يقول: أثقل أيام الأسبوع عليّ يوما الإجازة! كل وقته مبذول للعطاء، هذا الرجل اسمه بدون ألقاب.. فيصل بن مشعل بن سعود. ما قلته ليس لشيء مما اعتاد عليه البعض من تزلف، فلست ممن يتزلف ولا ممن يحابي، ولكن ذلك من منطلق حق يجب أن يُسطّر ، ليكون تاريخاً يحفظ.
وللحق أقول: القصيم التي أبدعت ما كان لمبدعها (فيصل) أن ينجح لولا أنه وجد من رجالها ونسائها من يتناغم مع طموحه، ويفرح بتوجيهه، فكان الاستحقاق هنا وهناك.
دامت القصيم واحة عطاء، ودام مبدعها (فيصل) أمير إنجاز.