أحمد المغلوث
منذ سنوات والعالم كل العالم يعيش إحباطات كثيرة، فلا دولة إلا تعاني ما تعاني أكان ذلك لظروف اقتصادية أو نتيحة طبيعية وحتمية لتوترات سياسية أو نتيجة تحديات ومواجهات داخلية وخارجية، وحتى الحروب إضافة إلى كراهية بعض الشعوب لبعض الأقليات والأعراق مما تسبب فيما بينهم من مواجهات وحروب ودمار..ولا يمكن نسيان ارتفاع الأسعار وتسونامي «التضخم» الذي زحف على مختلف دول العالم ولم يترك دولة غنية أو متوسطة أو فقيرة إلا أصابها في مقتل ما جعل بعض الدول تركض في اتجاه طلب المساعدات والمعونة من «الصنوق الدولي» أو عبر مؤسسات والمراكز والجمعيات الخيرية. كل هذا وذاك ساهم في تراجع ظاهرة المرح والضك والابتسام، وضاعف من الاكتئاب لدى ملايين من البشر، بعضهم ذهب طلبًا للعلاج والبعض الآخر استكان إلى ما يعاني منه وعقد صحبة مع الحزن. وبالتالي ساهم هذا وذاك في انسحاب بل واختفاء الكتابات الباسمة والطريفة والساخرة التي كانت فيما مضى علاجًا ناجعًا لتعب اليوم المعتاد. وقبل أيام زارني أحد زملاء العمل الصحفي في معرضي الدائم بالأحساء ليشاهد جديدي كما قال. وجاءت زيارته على هامش زيارته للأحساء مع أسرته على الرغم أنه يتابع جديدي عبر «الإعلام الجديد» لكنه فضَّل أن يشاهد اللوحات مباشرة، فمشاهدة اللوحة وجهًا لوجه لها تأثير كبير.. وضمن الاحتفاء به أهديته نسخة من كتابي «ابتسامات» والذي جمعت فيه مجموعة من رسومي الباسمة والساخرة ومن دون تعليق والمطبوع عام 1410هـ قبل 33 سنة. وعندما تصفح الكتاب راح يتساءل عن سر اختفاء الابتسامة في صحافتنا بشكل خاص وإعلامنا بشكل عام، أكان ذلك من خلال الكتابة أم الرسوم الكاريكاتورية. وبعد مناقشة حامية الوطيس لعنا فيها إبليس الذي ساهم في تراجع «الابتسامة» في الكتابة والكاريكاتير. وذلك عائد كما أشرت إليه في أعلى سطور هذه الزاوية. إن العالم يعني ما يعاني ونحن جزء من هذا العالم. ومن غير المعقول أن يكتب الأديب أو الكاتب أو المحرر كلامًا باسمًا وأمامه «تلة» من قوائم الفواتير والمخالفات وطلبات البيت التي باتت تتوالد يومًا بعد خاصة مع التطور الذي دفعتنا إليه الحباة المعاصرة والتي عصرتنا عصرًا. والرسم الباسم يحتاج لمزاج «رايق» كما يقول ذلك المطرب الشعبي بديع. حتى يبدع فنان الكاريكاتير فيتفنن في رسم ساخر وباسم في الوقت ذاته ليدفع القارئ أو المشاهد للرسمة الباسمة التي تجعله يضحك بل ويستلقي على قفاهكيف يستطيع المبدع أن يبدع وهو غير قادر على ملاحقة ارتفاع الأسعار ليل نهار ليعيش الحياة. كيف تريد منه أن يداعب (النفوس وهو يفقتقر للفلوس).! عندها ربت على كتفي وقال كيف إذن حال المتقاعدين الذين ليس لهم إلا «رويتابتهم» التي تجمدت منذ عقود.. فقلت له هون عليك يا أخي: فكلمة خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى تحمل للوطن ولنا كمواطنين الكثير من مؤشرات الخير.. فرج باسمًا: صدقت كانت كلمته شافية وضافية وكاملة تدفع الواحد منا إلى الشعور بالتفاؤل والاطمئنان لمستقبل المواطن الإنسان في وطن الخير والعطاء.. بل لقد رفع فينا «الروح المعنوية» التي أشعرتنا بالسعادة.. أدام الله قيادة الوطن ومتع الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بالصحة وطول العمر.