سهوب بغدادي
كل عام وأنتم بخير، مرَّ علينا العام الماضي بتقلبات في ظل تفشي فيروس كورونا ومتحوراته -حمانا الله وإياكم وكشف عنا الغمَّة - من ثم عادت الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، فكانت ملامح الفرحة تتجلى في سكناتنا وحركاتنا، وعمَّت الأفراح وعاد المسافر وطالت ليالي السمر مع الأهل والأصدقاء، فتطمأنت القلوب بهذه النعمة، لله الحمد من قبل وبعد، فيما قد نركن إلى الاعتياد والاطمئنان بعد العاصفة ونعاصر الهدوء الذي قد يحمل في جنباته عاصفة أكبر، وأقصد هنا، جائحة أخرى، فلقد سمعنا عن المتحور الجديد أوميكرون بالتزامن مع حلول موسم الشتاء وأمراضه المصاحبة له، كالإنفلونزا، بغض النظر عن الإشاعات والبلبلة التي تدور حول اتحاد كورونا بالإنفلونزا، فليس بالأمر المثبت علمياً وفقاً للمختصين، فالخوف ليس من هذا الأمر بل من تصاعد وتيرة الإصابات خلال أسبوع وبشكل يومي، إنه أمر مرعب! خصوصًا أن الدول المجاورة باشرت إجراءات الإغلاق وعادت الدراسة عن بُعد وما إلى ذلك من المشاهد التي رأيناها خلال العامين الماضيين، فلا نريد أن تتكرر هذه المشاهد وأن نعيش ما عشناه من ابتعاد، وعزلة، وفقد-رحم الله من رحل عنا وحفظنا بحفظه- الجدير بالذكر أن العديد من الأشخاص يتساءلون عما إذا كان أوميكرون يحمل الخطر ذاته، إن الأمر ليس في أوميكرون بل في الوعي المجتمعي، فلم يعد للفيروس هيبة! فلا نزال نجامل على حساب صحتنا، فالسلام والقبلات -والذي منه- أمر لا مفر منه، وإلا ستواجه الاتهامات بأنك -مزودها ونفسية- إن كل شخص إن لم يكن يعيش وحيداً سيعرض حياة من معه للخطر من كبار السن والأطفال-حماهم الله- فضلاً عن كون الأزمة تتفاقم مع قلة الوعي بحجم الإشكالية وربط الأفعال بالعواقب، فيما يعد الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الموصى بها من وزارة الصحة أول خطوة رئيسة للحفاظ على المجتمع من التداعيات السلبية للجائحة والتي تزعزع أمننا واستقرارنا على جميع الأصعدة الاقتصادية والمجتمعية والقائمة تطول، إنها دعوة لمراعاة الغير وتحسس سبل الوقاية من عودة المنحيات الفتاكة حتى نصل إلى بر الأمان بفضل الله ثم بالوعي الفردي، فكن واعيًا.