كثير في مجتمعنا حينما أتكلم أو أتناقش معهم لا يعرفون أو يدركون معنى وأهمية مصطلح التراث غير المادي أو ما يسمى بمنظمة اليونسكو بالتراث الحي. فمن واجبي كمتخصص أن أعرف بها للمجتمع كون أن المملكة العربية السعودية غنية بشكل كبير جداً بهذا الجانب.
في البداية سأبدأ بتعريف التراث الثقافي غير المادي [التراث الحي] نعرفه بحسب ما عرفته منظمة اليونسكو هو: الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات - وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية - التي تعدها الجماعات والمجموعات، وأحياناً الأفراد، جزءًا من تراثهم الثقافي.
في الجانب الآخر يأتي بذهن المجتمع ما أهميته وترابطه مع المجتمع فبلا شك ترجع أهمية التراث الثقافي غير المادي في الحفاظ على التنوع في عصرنا الحاضر. ففهم التراث الثقافي غير المادي السعودي يساعد في الحوار بين المجتمعات والتثاقف ويشجع على تفهم ومعرفة طريق عيش الغير. والمحافظة عليه هو حماية للهوية المحلية أمام غيرها من الثقافات العالمية.
وبالتالي يحفظ التنوع الثقافي للبشرية بشكل عام بشكل واضح ومحفوظ. ويتناول التراث غير المادي [التراث الحي] جملة من الأنواع تتمثل في المهرجانات التقليدية والتقاليد الشفهية والروايات، والعادات، والتقاليد وأساليب العيش، والحرف والصناعات التقليدية، وغير ذلك.
وسيأتي أيضا في ذهن المجتمع في كيفية المحافظة على التراث غير المادي: وهذا جانب مهم جدا حيث ينبغي بالبداية رصد وتسجيل كامل التراث غير المادي في جميع مناطق المملكة العربية السعودية المتنوعة والمختلفة ويكون هذا التسجيل وفق خطة علمية كتابة وصوتية. بحيث لا تغيب شاردة أو واردة من التراث السعودي الذي نفقده يومياً في ظل العولمة الثقافية وفي ظل فقد كبار السن بعد مرور السن.
ولعلنا أن نفخر أن هناك عناصر تراث غير المادي المسجلة عالمياً بمنظمة اليونسكو بعمل وبإشراف وتسجيل ومتابعة من شبابنا وبناتنا السعوديين الذين نفخر ونعتز بهم وتم تسجيل باسم المملكة العربية السعودية سواء كانت عناصر مفردة أو مشتركة وهي: - المجلس - القهوة العربية - العرضة السعودية - المزمار - الصقارة - القط العسيري - نخيل التمر - صناعة السدو - فن الخط العربي.
وسيأتي في ذهن المجتمع في كيفية نشره مجتمعياً: حيث لا بد في البداية من تشجيع المجتمع بشكل عام والحرفيين والهواة بشكل خاص في نشر مثل هذا التراث والتشجيع عليه ومساعدتهم وحثهم ودفع القطاع الخاص لتشجيع فئات المجتمع والمهنيين وكل من يحب هذا النوع من التراث خصوصاً الجيل المقبل.
وفي النهاية لا بد من الشكر العميق لمولاي خادم الحرمين الشريفين ولسيدي ولي العهد الذي أولى هذا التراث كل اهتمام كونه بديلاً اقتصادياً مساعداً في تدفق الأموال من غير النفط ولوزارة الثقافة ولوزيرها الطموح سمو الأمير بدر آل سعود ولرئيس هيئة التراث الدكتور جاسر الحربش الذين يسابقون الزمن في كل ما يقومون به.
** **
- نايف آل نمرة