خالد بن حمد المالك
لتعافي الاقتصاد السعودي أسبابه، وهي كما أشار إليها الملك سلمان في كلمته السنوية بمجلس الشورى، مع إقراره بأن الاقتصاد واجه الكثير من العقبات والتحديات بفعل جائحة كورونا، لكنه تمكَّن من اجتيازها، وهو ما أكده صندوق النقد الدولي، مما يعكس الدور البارز للإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي نُفذت في إطار رؤية المملكة 2030 .
* *
ومثلما كانت هناك تحديات اقتصادية، كانت هناك مثلها تحديات في مجال التعليم، مع انتشار فيروس كورونا، لكن المملكة أعطت اهتماماً بالغاً بالتعليم محلياً وإقليمياً ودولياً، وقدمت بذلك ملفاً متكاملاً ضمن جدول أعمال قمة مجموعة العشرين برئاسة المملكة، وقد نجحت بلادنا في تجاوز هذه العقبات والتحديات تعليمياً، حيث استمرت العملية التعليمية، ولم تتوقف من خلال استخدام أكثر من وسيلة، ما بين التعليم عن بعد، والتعليم الحضوري.
* *
وما دام الحديث عن التعليم، فقد جاء في خطاب الملك أن النجاحات التي تحققت للتعليم كثيرة ومميزة، حيث يستمر العمل في برنامج تطوير الجامعات، ومؤسسات التعليم العالمي، علماً بأن عدداً من جامعاتنا حصلت على مراكز متقدِّمة في المؤشرات العالمية، وفي المقابل تسير برامج الابتعاث إلى الخارج في التخصصات التي تخدم سوق العمل، وتتواءم مع رؤية المملكة 2030 بشكل مميز، ومؤخراً تم الإعلان عن إطلاق مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية، لتكون حاضنة للأكاديميات، والكليات، والمتاحف، ومراكز المؤتمرات، بالإضافة إلى مراكز الإبداع، ومدارس مسك.
* *
وفي شأن آخر، أكد الملك سلمان على أن نظام الأحوال الشخصية، ونظام المعاملات المدنية، والنظام الجزائي للعقوبات التعزيرية، ونظام الإثبات، سوف تسهم في رفع مستوى نزاهة وكفاءة أداء الأجهزة العدلية، وزيادة موثوقية الإجراءات، وآليات الرقابة، وأن العمل المستمر على مراجعة الأنظمة وتطويرها سيكفل لجميع المواطنين والمقيمين من كلا الجنسين حصولهم على حقوقهم المدنية والاجتماعية، ومنها تعديل بعض مواد نظام وثائق السفر والأحوال المدنية الذي سمح للمرأة بالحصول على حقوقها النظامية دون تمييز بينها وبين الرجل.
* *
وعن مستقبل عاصمة المملكة الرياض، خاطب الملك سلمان أعضاء مجلس الشورى بالقول: لقد أسعدنا ما أثمرت عنه جهود أبنائنا وبناتنا عالمياً، حيث صنفت مدينة الرياض بحسب مؤشر (IMD) للمدن الذكية ثالث أذكى العواصم بين دول مجموعة العشرين، ومن المستهدف أن تتقدم الرياض التي تعد من بين أكبر أربعين مدينة اقتصادية لتكون ضمن أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم، حيث سيتم إنشاء أكبر مدينة اقتصادية في العالم، إضافة إلى المشاريع الترفيهية، بحيث يجعل منها وجهة سياحية، وترفيهية، ومقصداً صناعياً واستثمارياً عالمياً.
* *
تحدث الملك أيضاً عن الاهتمام بالجانب التراثي، ممثلاً بمشروع (جدة التاريخية) وتطوير المساجد التاريخية للحفاظ على هويتها التاريخية، إلى جانب أنسنة المدن السعودية، إلى جانب جهود هيئة تطوير ينبع وأملج والوجه وضبا، وتطوير المناطق السياحية في منطقة عسير لتكون منطقة سياحية جاذبة طيلة العام، وهذا يعني ضخ مئات المليارات في هذه المشروعات وغيرها، وصولاً لدفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي، والإسهام في توفير فرص التوظيف وغيرها من المكاسب.
* *
ولم تخل كلمة الملك من حديث عن الترفيه الذي تفوقت به المملكة على من سبقها من الدول، ومما قاله الملك سلمان: «وحيث إن الترفيه يمثِّل حاجة إنسانية، ومتطلباً اجتماعياً، إضافة إلى كونه يعد نشاطاً اقتصادياً مهماً، ومصدراً من مصادر الدخل للدول وللقطاع الخاص، ومحركاً رئيساً للأنشطة الاقتصادية الأخرى، فقد أولت رؤية ا لمملكة 2030 هذا القطاع عناية كبيرة من خلال العمل على دعمه وتعزيزه، وتشجيع القطاع الخاص لتقديم مساهماته فيه».
* *
وهكذا صارح الملك شعبه والعالم، وتحدث بشفافية ووضوح، ووضع النقاط على الحروف، متعمداً عدم إخفاء أي معلومة أو رأي أو توجه يخطط له، فهذه سياسة المملكة، لا غموض، ولا تردد في قول الكلمة التي يجب أن تُقال في مكانها وزمانها.
(يتبع)