عبده الأسمري
حمل «لواء» المعارف فكان «قائداً» يوزع خططه بإتقان، وكتب «هوية» المشارف.. فظل «سائداً» يرسخ اسمه بإمعان.
اتخذ من «تهامة» الأصل ركيزة للحنين، ومن «سراة» النشأة ارتكازاً لليقين، فنال «حظوة» الأدب وجنى «سطوة» المعرفة، لمع في سماء «الثقافة» مستذكراً جذوره «الألمعية»، وتباهى في أفق «الحصافة» متذكراً فصوله «الأبهاوية».
انتفض ضد «السكون» وانتهض أمام «الشجون» فكان «عميد» الأدباء الذي سخَّر «إلهام» الشعر من ثنايا الطبيعة، ووظَّف «استلهام» الشعور من عطايا الفطرة.
نثر عبير «الموهبة» شعراً ارتدى «بياضاً» نافس «ضباب» أبها ونشر أثير «المهارة» نثراً، التحف «اخضراراً» انتصر لهضاب «عسير».
إنه الأديب الراحل احمد إبراهيم مطاعن - رحمه الله - رائد الحركة الأدبية بمنطقة عسير وأحد أبرز الشعراء والمثقفين في الوطن.
بوجه «جنوبي» رزين ومحيا «ألمعي» مكين، ملأه «الشيب» زهاءً، وأكمله «الطيب» بهاءً، مع تقاسيم «عسيرية» مألوفة يحفها «الوقار» و«الاستقرار» وشخصية حكيمة تتقاطر منها «معاني «الفصاحة» وتتعالى فيها سمات «السماحة»، وأناقة بيضاء تعكس «جمال» طباعه وتبرز «امتثال» طبيعته.. وأزياء وطنية باهية تتكامل على «قوام» حافل بالعطاء، و«مقام» رافل بالسخاء قضى مطاعن من عمره عقوداً وهو يرسم «مشاهد» الاحتذاء في شؤون «العمل»، ويكمل «شواهد» الاقتداء في متون «العلم» ويؤصل «أركان» البدايات، ويبنى جسور «الأولويات» مسؤولاً حكومياً ووجيهاً أدبياً وحكيماً قبلياً وخبيراً ثقافياً كتب «خلاصة» السيرة باقتدار «القيم» وأنهى مرحلة المسيرة باعتبار «الشيم».
في أبها الغنية بالأدباء والثرية بالفضلاء ولد مطاعن عام 1927 في مساء شتوي، وتناقل «جيران» المكان «النبأ» السار الذي أضاء مساءات أهله وأنار مسامرات ذويه.. وانطلقت «أهازيج» الخطوة العسيرية والعرضة الجنوبية في «ميادين» الحي ابتهاجاً بالقدوم الميمون.
ركض مطاعن بين أحياء «القابل» و«النصب» وشمسان منشياً «صباحات» المطر في تلال «ذرة» و«نهران» و«السودة»، متنفساً «نهارات» الكدح وسط أسواق «الثلاثاء» و«الطبجية» و«النمصا».. مولياُ قبلة راحته نحو «المسجد» المجاور لمنزله والذي كان «مكاناً» للعبادة و«موطناً» للإفادة. اقتبس من «وجوه» البسطاء خرائط «الصبر» واقتنص من «مواقف الفضلاء معاني «العبر»، فانجذب إلى وقفات «الإحسان» في تعاضد «الجيران» وتجاذب مع صفات «المعروف في تكاتف «الأقارب».
نشأ مشفوعاً بتربية حانية متفانية من «أب» عصامي و«أم» عطوفة، فامتلأ وجدانه طفلاً ببشائر «التوجيه» وبصائر «التربية».
تعتقت روحه صغيراً بأريج «الريحان» و«الشذاب» و«البرك»، وتشربت نفسه أهازيج «الأعراس» وأناشيد «الضيافة» ومواويل «الفرح» والتي كانت «موروثاً» غمر عقله بانتماء «أصيل» لبيوت الطين في أنحاء حارته ومحافل الطيبين في أرجاء عشيرته..
أنصت مطاعن في طفولته إلى «مذياع» والده العتيق وهو يبث أسماء الناجحين وينشر أخبار البلدان، فاستعمر قلبه «غرور» الاستطلاع وغمر داخله «فضول» الاطلاع، فظل يوزع أحلام «الطفولة» على مرأى من «ربعه» ومسمع من «أسرته» ليقطف «ثمار» البطولة بتشجيع باكر اختطفه من عقر دار «المؤيدين» الذين وصفوا نبوغه المبكر بمشروع «بشري» قادم ستتباهى به السراة وتهامة.
درس مطاعن التعليم العام بأبها ونال الشهادة الابتدائية 1941 م ثم اجتاز مرحلة كفاءة معهد المعلمين وحصل على دورات إدارية بمعهد الإدارة.
أذعن مطاعن لصوت «الشعر» في أعماقه ولاحق صدى «المشاعر» بين أضلعه، فأطلق لشعوره «العنان» متخذاً من «الإحساس» منبراً للألفة ومن «الحس» معبراً للتأليف، فظل يكتب «نصوصه» الأولى بين كتبه مدوناً في ذهنه الصغير «بواكير» المهارة موجهاً بوصلة «همته» شطر «الجدارة» التي كانت رفيقة لقلمه وقرينه لأسلوبه.
بدأ حياته العلمية على وظيفة محرر شرطة أبها عام 1953 م، وظل فيها فترة من الزمن ثم تم تعيينه رئيساً لبلدية أبها عام 1985 م.
تم تكريم مطاعن بعدد من الميداليات والشهادات التقديرية
وقد كرّمه نادي أبها الأدبي في أمسية بتاريخ سبتمبر 2011.
واختير نائباً لرئيس نادي أبها الأدبي وعضواً في لجنة أصدقاء المرضى، وعضو مجلسي منطقة عسير وإدارة مصلحة المياه والصرف ولجنة التنشيط السياحي وعدد من العضويات الأخرى،
وألف عدداً من الدواوين الشعرية والكتب المنوعة.
ونظراً لحبه لمنطقته وشغفه بأدبها ودعمه للمؤلفين فقد أسس مكتبة كبيرة في منزله جمعت جميع إصدارات أدباء وأديبات منطقة عسير.
وفي مارس 2017 اختاره رؤساء مجالس إدارات الأندية الأدبية كشخصية العام الأدبية.
توفي مطاعن يوم الخميس الموافق 9 ديسمبر 2021 عن عمر ناهز 94 عاماً وووري جثمانه ثرى «أبها» التي طالما مشى عليه بخطوات «الواثق» ووقف فوقه بثبات «المتوج».
رحل وانعكس رحيله بمرارة في «قلوب» أحبابه وغصة في «أنفس» محبيه.. وتناقلت الصحف ووسائل التواصل ووسائط البث وشاشات الفضاء خبر وفاته بعناوين «عريضة» تعكس ما أبقاه من الثراء المعرفي والإثراء الثقافي.. مخلفاً «إرثاً» من المنافع في كتابته وأشعاره ودواوينه و«أثراً» من الفوائد في أقواله وأفعاله ونصائحه.
أحمد إبراهيم مطاعن «الإنسان» الوقور.. والمثقف الصبور والشاعر الألمعي والأديب البهي.. الذي أبقى أثره في قوائم «المؤثرين» وترك مآثره في مقامات «المبدعين».