عمر إبراهيم الرشيد
تعد الثروة البشرية هدفا أغلى للأمم على اختلاف ثقافاتها وحضاراتها، وهي ما ينتج ما بات يسمى اليوم بالقوة الناعمة. وكم يثلج الصدر حقيقة أخبار إنجازات أبناء وبنات الوطن داخلياً وخارجياً، في مختلف الميادين العلمية والتطبيقية. رجل انضم مؤخراً إلى هذه الجموع التي تقدم صورة حضارية ناصعة للوطن، رجل له من اسمه النصيب الوافر وهو الطبيب السعودي هاني نجم. هذا النجم أجرى جراحة هي الأولى من نوعها لجنين وهو في بطن أمه ولم يتجاوز عمره الأربعة أشهر، في مركز كليفلاند الطبي بولاية أوهايو الأمريكية، مع فريق طبي لم بسبق له أن شارك في مثل هذه العملية الدقيقة. تم اكتشاف ورم في قلب الجنين، وبعد أسبوعين من الفحوصات قرر الدكتور هاني إجراء العملية حفاظاً على حياة الجنين، وبدون لطف الله ثم هذه العملية سيفقد الجنين حياته. ومن دقة ومهارة الدكتور هاني، أنه قام بغرز إبرة مغذية في ذراع الجنين أثناء العملية، ومن ثم نجح في استئصال ذلك الورم من قلب الجنين، وأنقذ حياته بتدبير الله سبحانه وتعالى، وبسبب مهارة هذا الرجل الذي شرف وطنه وكان سفيراً له وقدم أجمل صورة تختصر محاضرات عن المملكة في العالم. وأقول هذا لأن العالم اليوم أصبح قرية تنتقل الأخبار والصور من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه عبر لمسة في جهاز محمول أو هاتف ذكي. بقي أن نذكر بأن الدكتور هاني جدير بأن يكون أيقونة وطنية، تتوافر له الأجهزة والكوادر اللازمة ليجري مثل هذه العمليات في المملكة إذا عاد بإذن الله، وأن يكرم ويلقى الدعم المعنوي والمادي الذي يستحقه هو وأمثاله، وليكون الوطن رائداً في هذا النوع الدقيق من العمليات كما في عمليات فصل التوائم الذي عرفت به المملكة في العالم كله. أما أم هذا الجنين فقد خرجت بعد العملية بأربعة أيام مع مولودها فرحة بنجاته بفضل الله ثم بمهارة هذا الرجل، وعمر الطفل الآن خمسة أشهر ولن يحتاج إلى أي عملية أخرى. شكراً دكتور هاني نجم فبك وأمثالك يفخر هذا الوطن لأنك من خيرة سفرائه، إلى اللقاء..