الهادي التليلي
أيها العام الجديد الذي أتيت متئداً أتيتنا ولم نذهب إليك ربما قلق البشرية مما جار به سلفك على البشرية سرع انتظارنا إليك ولم ندر أو نخمن أن مجيئك يعني سنة أخرى ذهبت من عمرنا إلى الغياب وأنك شاهد آخر على أثر الزمن فينا ومع هذا فلك منا السلام والتهاليل الباذخة المدججة بالأحلام عسى أن يتحقق فيك ما لم يتحقق في السنوات السابقة ونحن نقف على عتبات أيامك الأولى كما يقف الشيوخ والعجائز على شبابيك بعض أضرحة الأولياء الصالحين يدعون ويتمنون النجاح والفلاح وتحقق من الآمال ويعتقدون صدقاً أن من ينام تحت الثرى يستمع لهم ويجبر خواطرهم ويحقق لهم أمانيهم. فعلاً يا أيها العام الجديد البشرية جمعاء تنتظر منك ما لا تنتظره منها أنت لأنك تعلم جيداً أنك في نهاية مدتك الزمنية ستنعت بأسوأ النعوت
المهم أن البشرية سئمت من الحروب كما سئمت من الأوبئة المتوالدة والمتفرخة والمنشطرة أحياناً والمتحولة أحياناً أخرى البشرية تعلم جيداً أن ما مر بها سابقاً من ويلات وجوائح لم يرافقه تطور ونماء على حساب البشرية مثلما هو الحال مع كورونا ومع ذلك فالبشرية تتوسم فيك الخير بأن ترحلها مع ملفات العام المنقضي.
كذلك الحروب التي صارت تشتعل كلما ظهرت بؤر بترول أو تضارب في الاتفاق حول سعر برميل النفط ففضلاً أيها العام الجديد ارفق بالبشرية المنهكة من جدك 2020 خفف وطأتها لعلنا نذكرك بخير.
أيضاً التسابق النووي والتلوث البيئي الجشع والراغنماتية الاقتصادية المتوحشة لو تفعل منطق العقل وتغليب مصلحة البشرية على مصلحة فئة منها أيها العام الجديد وأنت مجرد رقم في رزنامة صنعها البشر وهم يوجدون شكلاً تنظيمياً لزمنهم الإداري كن متواضعاً وخفف ألم إخواننا الفلسطينيين والليبيين والسوريين والعراقيين واليمنيين واللبنانيين وغيرهم في كامل المعمورة فما أشد أوجاع الشعوب وهي تدفع فواتير حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
وحتى وإن لم تحقق شيئاً من وعودك وأماني الشعوب في كامل أرجاء المعمورة يكفينا هذه الطلة البهية وجرعة الأمل التي اختلط فيها كل شيء مع أي شيء من ذاتي وموضوعي.
فلك منا التحية بطريقتنا نحن الشعوب المسلمة التي ترجو ربها أن يحقق لها فيك كل خير وكل عام والبشرية بكل خير وأهلي وأهلكم زهور تنير سماء أفراحنا وقلوبنا هنا وهناك.