صبار عابر العنزي
ماذا تهدي ولمن ومتى؟!.. وهل للهدية أوقات أو مناسبات، سؤال يحتاج إجابة في هذا الزمن الذي «تشابكت» فيه كل الأمور، الزوجة تهدي والزوج يصرخ، لأننا لا نملك مقومات وأسس تقديم الهدية لفرد أو مجموعة أفراد ففي الغالب تمنح بمناسبة معينة، بشكل طوعي ودون انتظار مقابل مالي كالزواجات...
وتقدم مثلاً في مناسبة المواليد أو الترقيات أو غيرها من الأحداث الاجتماعية وهي من الأعمال التي حض عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (تَهَادُوا تَحَابُّوا)، بل إنها من أهم وسائل كسب القلوب، وبناء العلاقة بين الناس إذا كانت بطريقة صحيحة...
ولست هنا ضد تقديم الهدية ولكني بكل تأكيد ضد أن يتحمل رب الأسرة أعباء مالية ليس لها ما يبررها وضد استحداث عادات جديدة سيئة غير مقبولة تؤثر على ميزانية ومصاريف الأسر بدون مبرر...
ولا غرو أن للحب لغته وعاطفته، والهدية بين الزوجين تجسد الحب وتعمق العلاقة، وتعزز روح الألفة والمودة وتبني حياة سليمة متجددة، ولا تكمن أهميتها في قيمتها المادية، ولكنّ القيمة المادية تسجّل نقاطاً في رصيد المهدي، وآدابها أن يُهدي الإنسان للأقرب فالأقرب، ولِمَنْ له حقوق عليه، كالوالدين، والزوجين، وذوي القربى، والجيران، والأصدقاء والمَنِّ بها، يعد من اللؤم وقلة المروءة..!
ولكن هل سمعتم عن معاناة الزوج من زوجته.. نعم الزوجة أرهقت بعلها بفعلها هي تريد أن تجاري بقيت النسوة، إذا ولد طفل لصديقتها تريد منه مبلغاً من المال لتشتري باقات الورود وتضع بجوانبه الحلى وتزين هديتها بمبلغ من المال، أو إذا تزوجت أختها أو ترقى أخوها ولكن يا أصدقاء الحرف إليكم هذه ليست معاناة بعض الرجال بل القادم هو الأسى الذي يهز مدخرات العمر..!
لنفرض أن هناك (فتاة) من أقاربك سيتم خطبتها وزواجها، فأنصتوا -حماكم الله- للمتطلبات غير المنطقية في أغلبها أولاً حفلة الخطوبة (باقات ورد، مبلغ مالي، حلويات ومتطلبات أخرى شاهي وقهوة ومطبوعات) انتهي حفل الخطوبة، ثم تأتي حفلة الملكة بعد ذلك حفلة توديع العزوبية، ثم حفل الزواج فحفل المسائية فحفلة العودة من شهر العسل، وفي كل حفل مصاريف ليست عقلانية ولكنها مبنية على منافسات غير منطقية أشعل فتيلها (السناب شات) ليفاجئ الزوج المسكين الذي اقترض حتى لا تحرج زوجته من قريباتها أو صديقاتها بخبر حفل آخر أنه حفل (طلاق) العروس..!
سحقاً لتلك لعادات المستحدثة، تلك التي تقوم على الإسراف والتبذير والتقليد الأعمى وإشغال الناس بالخسائر والتكاليف المادية، وما يترتب على ذلك من مشكلات اجتماعية وتفتيت العلاقات الأسرية..!
فماذا طرأ لمجتمعاتنا؟! وكيف نحد من إهدار المال في غير موقعة، وقد كتبت هذا المقال لعل أختي أو بنتي تستبدل جبروتها وتسلطها، وتخفف من حضور المناسبات غير الرسمية، لم يسبب ذلك إرهاقاً وإزهاقاً لميزانية الزوج، فأنت سند له في مواجهة تكاليف هذه المناسبات المزعجة له، وتجاوزي عن بعض الأمور، وكوني عوناً لحفظ المال لضرورية الحياة..!
بنتي/ أختي الزوجة الكون أضحى سوقاً مفتوحاً للمغريات ولسهولة الإنفاق بما لا يتناسب مع دخل رب الأسرة، ويسبب إرباكاً لميزانيتها، وأنت المثقفة الواعية تعيشين مع العالم ظروف الأزمة المالية على مستوى الدول والأفراد، فهل هناك إعادة نظر في سلوكيات المصروفات، وأنت لا تجهلين آثارها المزعجة أيتها العضد المساعد لقائد سفينة العائلة، فيقع عليك العبء الأكبر في السير بهذه الأسرة إلى بر الأمان.