حمّاد بن حامد السالمي
«من منكم يتذكر تصريحات مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني المدعو: (علي رضا زاكاني)؛ المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي قال وقتها من التلفزة الإيرانية قبل سبع سنين تقريبًا ما نصه: (إن العاصمة اليمينة صنعاء؛ أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران بعد كل من بيروت ودمشق وبغداد، مبينًا أن ثورة الحوثيين في اليمن؛ هي امتداد للثورة الخمينية). ثم أضاف في وقاحة وتبجح: (ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية، مشيرًا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي هي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية). وأضاف زاكاني خلال حديثه أمام أعضاء البرلمان الإيراني: (أن إيران تمر في هذه الأيام بمرحلة لجهاد أكبر)..! منوهًا أن هذه المرحلة؛ تتطلب سياسة خاصة، وتعاملًا حذرًا، من الممكن أن يترتب عليه عواقب كثيرة.
«لم يكن زاكاني الإيراني وحده من قال هذا؛ فقد تكرر هذا القول مرات ومرات على ألسنة زعماء إيرانيين يتبجحون بهذا في إذلال واضح للعرب. كان زاكاني صادقًا في كل ما ذهب إليه؛ فها هم الفرس الصفويون يسرحون ويمرحون في بلدان عربية مثل: (العراق وسورية ولبنان واليمن وغزة)، ومن لديه ذرة من نخوة عربية في بلد من هذه البلدان؛ فإنه يُقمع ويُقتل ويُقصى؛ على أيدي إخوته ومواطنيه من أبناء جلدته المتفرسين المتصفويين. مع كل أسف.
«هل وقف الزحف الفارسي الصفوي عند حدود: (العراق وسورية ولبنان واليمن وغزة)..؟
«قطعًا لا. الواقع يقول: إن النظام الصفوي في طهران؛ قائم منذ أربعين سنة على مشروع توسعي في كل قارات العالم، ليظهر لنا زاكاني من جديد فيقول: بأن إيران موجودة في (أفغانستان وباكستان والهند وإندونيسيا وماليزيا)، وغيرها من بلدان آسيوية، كما هي موجودة في بلدان إفريقية وأوروبية وأميركية. هذه هي حقيقة النظام التوسعي الإرهابي في إيران، الذي يقاوم الحصار والمقاطعة الدُّوليين، ويستخدم برنامج السلاح النووي، لإشغال العالم كله عن خططه وبرامجه التوسعية باسم الدين والمذهب. لقد استطاع الصفويون اختراق المجتمعات السنية الهشة؛ عن طريق جاذبية الخرافة في مظاهر التشيع الاثني عشري، والمال المتدفق من خُمس ثروات الشعوب المستهدفة بالتشييع. هذا ما حصل في بلدان عربية أصبحت خاضعة لسلطة وإرادة الصفويين الإيرانيين، وآخرها اليمن، وهو ما يجري في بلدان عربية وإسلامية وعالمية حاليًا.
«تعالوا نقف على ما رشح مؤخرًا من تقارير خطيرة في قنوات اتصال كثيرة، تفضح هذه السياسة الخطرة للصفوية الإيرانية، في إزاحة الدول واحتلال الشعوب، والحؤول في بؤر جغرافية مهمة لنشر المذهب الشيعي الممسوخ المسيّس، الذي أنتجه الصفويون لصالحهم، لاستعباد البشر هنا وهناك باسم المذهب المفصل على مقاسهم، على غرار ما ألبسوه لأتباعهم في العراق وسورية ولبنان واليمن وغزة.
«شرع الصفويون في تشييع الجياع من الإندونيسيين منذ أكثر من عشر سنوات وفق خطة: من يتشيع من هؤلاء المحتاجين؛ يُخصص له مرتب قدره 50 دولارًا شهريًا، ومن يأتي بمتشيع آخر، فللمتشيع الجديد أيضا مرتب شهري قدره 50 دولارًا، ولجالبه هدية 50 دولارًا عن كل متشيع..! لنتخيل مدى الإغراء، وكيف يكون تسلسل عمليات التشييع وتنظيم مكونات اجتماعية جعفرية اثني عشرية تتبع إيران؛ وليس بلدها الأم، وتقبض منها لسد رمقها، وما تدري أن ما تقبضه هو من خُمس ثروتها هي لا ثروة إيران. ثم تخيلوا كيف أصبحت النتيجة هناك..؟ وكيف تصبح بعد عشر سنوات قادمة..؟ واحدة من ثمار هذا التشييع في إندونيسيا التي هي أكبر بلد مسلم؛ أنه تم تحويل المكتبة السنية المركزية في جاكرتا إلى مكتبة شيعية..! الجوع كافر.
«نتذكر كذلك؛ زيارة محمود أحمدي نجاد لمصر زمن رئاسة الهالك محمد مرسي، وكيف بدأ التشييع في مصر ببناء الحسينيات؛ ثم جاءت الجمهورية المصرية الجديدة بقيادة الرئيس السيسي؛ لتوقف هذا الغزو الصفوي لقلب العروبة. وهذا ما حدث كذلك في ماليزيا؛ فقد حاول الصفويون تطبيق ما طبقوه في إندونيسيا، فتم كشف لعبتهم، ومنع التشييع، وطردوا منها، بينما التشييع في إثيوبيا على قدم وساق، والدولارات تتدفق إلى جيوب الجياع من السنة وغيرهم. هذه الحالة في إثيوبيا؛ تشرح لنا كيف اخترق الصفويون المجتمع الزيدي اليمني، فعلموهم في قم، وكونوا قيادات موالية، ثم نشروا التشيع بينهم، وتوسعوا؛ حتى جندوا الجياع لحرب ضروس ضد اليمنيين وضد جيران اليمن. الجوع كافر ولا شك.
«ومثلما فعل الصفويون مع اليمن؛ فإنهم استضافوا بعثات تعليمية من جزر القمر. البلد السني البحت، شيعوهم وحقنوهم بالمذهب في قم؛ ثم قدموا لهم جوازات دبلوماسية، ورواتب، وزوجات متعة، وكان ثمرة هذا؛ أن تحول البلد إلى بلد شيعي، لتظل تابعة للصفويين في إيران. الجوع كافر.
«نيجيريا وما أدراك ما نيجيريا.. فقد كانت نسبة الشيعة فيها صفرًا مربعًا. أما اليوم؛ فإن عددهم يصل إلى أكثر من 15 مليونًا من 211 مليون نسمة، وسفارة إيران في أبوجا؛ فيها ملايين الدولارات، وملايين الكتب الجعفرية، لخدمة التشيع، برعاية حوزة قم، حيث يقوم حوالي 100 معمّم، برعاية التشيع في ذلك البلد، والتوسع شامل في كل دول إفريقيا انطلاقًا من أبوجا. الجوع كافر.
«هكذا هي الحال اليوم في دول آسيوية وإفريقية كثيرة. الهيمنة الصفوية تزحف وتتمدد وتتوسع بالدولار المستخلص من خُمس اقتصادات الشعوب الجائعة المستهدفة بالتشييع، وبعد سنوات تطول أو تقصر؛ سوف نرى زاكاني- هو أو زاكاني آخر صفوي جديد- يتبجح ويقول: نحن نحتل بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء، وغزة، وجاكرتا، وأديس أبابا، وأبوجا، و.. و.. القائمة الصفوية تطول بالخرافة الشيعية الصفوية، وبالدولار، وبغيره، على أيدي الميلشيات المقاتلة من الجياع؛ ومن قادتهم المعممين؛ من أولئك الخونة والأذناب والعبيد.
** **
- كاتب وباحث سعودي