الطلاق بالهاتف وحاجة الطلاق إلى شاهدين
* هل يقع الطلاق بالهاتف إذا كنتُ بعيدًا في بلدٍ غير بلدي؟ وهل الطلاق يحتاج إلى شاهدين؟
* إذا كانت الزوجة لا تشك في صوت زوجها وأنه هو الذي أوقع الطلاق، وجاءت المكالمة من هاتفه برقمه وصوته فهذا كالمواجهة، لا يختلف عن المواجهة، وإذا شكَّت في ذلك فبالنسبة له إذا كان بالفعل طلَّق وقع الطلاق حتى لو لم تعلم الزوجة، وأما بالنسبة لها فلا تترتب الآثار على ذلك حتى تَعرف أن هذا الزوج وقع منه الطلاق؛ لئلا يقع اشتباه في صوتٍ أو تقليد أو عبث من أحد. المقصود أن مثل هذا بالنسبة للزوج إذا طلَّق وقع الطلاق ولو لم تَعلم المرأة، ولا يحتاج إلى شاهدين إلا عند المقاضاة، فعند المقاضاة إذا قالت: (أنت طلَّقتَني) وهو يقول: (أنا ما طلقتُ) حينئذٍ لا بد من البينة؛ لأن الأصل معه.
* * *
لبس المرأة العدسة الطبية الملونة للحاجة
* ما حكم لبس المرأة العدسة الطبية الملونة للحاجة، مع أنها قد تكتفي بغير الملوَّن؟
- أولًا: لبس العدسة الطبية للحاجة هذا ليس فيه إشكال، لكن بالنسبة للملونة إذا كانت بحيث تحتاج الزينة كما تَستعمل الأصباغ المباحة في وجهها فتلبسها للزينة لا بأس بذلك ولاسيما إذا كانت تتزين لزوجها أو عند نسوة مثلها، وإلا فالأصل أن تكتفي بالقدر الذي يُحقق المصلحة، والملونة إن احتاجت للزينة في وقتٍ يُحتاج أن يَتزين فيه الناس كالأعياد والأفراح عند النساء فلا بأس، وكذلك عند زوجها مطلقًا، كما تتزين بالألوان والأصباغ المباحة.
* * *
التوبة من عمل الكبائر
* مشيتُ في سبيل الغش ومنكرات أخرى كبيرة من كبائر الذنوب، فهل لي من توبة؟
- ومَن يحول بينك وبين التوبة؟! إذا كان الشرك يُتاب منه، وأنت إذا صدقتَ في توبتك وحقَّقتَ الشروط المشترطة لقبول التوبة فتبتَ توبة نصوحًا فإن هذه السيئات تُبدَّل حسنات كما قال الله -جل وعلا-: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً. إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 68-70] فهذه السيئات وهذه المنكرات وهذا الجرائم هذه كلها تُبدَّل حسنات إذا صحَّتْ توبتك وصدقْتَ فيها. والله المستعان.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-