إعداد - عبدالله عبدالرحمن الخفاجي:
تشهد المملكة العربية السعودية نهضة ثقافية فنية كبيرة، حيث حظيت الثقافة والفنون بمكانة مرموقة وشجع ذلك على ظهور مواهب كثيرة وتشجيعها ودعمها وهذا ما يعكس إبداع الشعب السعودي وطاقاته العظيمة وقدراته المتميزة في شتى المجالات، واهتمام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ودعمه الدائم شجع هذه المواهب وحظي الفن التشكيلي بنصيب كبير من هذا الدعم، حيث ظهرت عدد من الأعمال التشكيلية السعودية بمكتب سموه وفي الدوائر المهمة من الدولة.
واستمراراً لهذا الدعم والتشجيع أقامت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة وبدعم من ليان الثقافية جائزة ضياء عزيز للبورتريه والتي اهتمت بالفن التشكيلي وشجعت الفنانين على مدار خمسة أعوام لتكون الجائزة الأهم في المنطقة في مجالها واتخذت اسم ضياء عزيز لها كونه أحد أهم رواد الحركة التشكيلية في المملكة وله تاريخ حافل في المجال التشكيلي.
في ليلة مضيئة بالجمال مفعمة بالفن والأصالة متوشحة بالثقافة والريادة جمعية الثقافة والفنون بجدة تواصل التحليق في سماء الإبداع وتعلن في الحفل الختامي لمسابقة ضياء عزيز للبورتريه عن أسماء الفائزين بالمسابقة في نسختها الخامسة للعام 2021 وموضوعها «المرأة السعودية» برعاية صاحب السمو الأمير سلمان بن فيصل بن محمد نيابة عن الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وبحضور الأمير عبدالعزيز بن نواف والأميرة دعاء بنت محمد ومعالي الدكتور عبدالعزيز خوجه والدكتور عبدالله دحلان والدكتورة منال الرويشد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية والدكتور صالح الشادي رئيس مجلس إدارة البيت الموسيقي وضيف الشرف من دولة الإمارات العربية المتحدة سعادة الأستاذ بلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي وأمين عام جائزة محمد بن راشد للغة العربية ونخبة من الشخصيات الثقافية والفنية والدكتورة هناء الشبلي مديرة إدارة التخطيط بالجمعية السعودية للفنون التشكيلية وبحضور المرشحين لنيل جوائز المسابقة في نسختها الخامسة.. ولأنها جدة كان استقبال الضيوف له رونق العروس وكأن الجميع يزفون وسط رقصات وأهازيج المزمار والخبيتي والمجسات الترحيبية.
كان الأستاذ محمد آل صبيح مدير الجمعية وبصحبته الفنان ضياء عزيز ضياء بابتسامة مشرقة في مقدمة المستقبلين للضيوف الذين أنعشتهم مراسم الاستقبال المعبرة عن البهجة والمحبة وفي قاعة الدكتور عبدالله دحلان الثقافية كانت الأحاديث والذكريات مع الأمير سلمان ومعالي الدكتور عبدالعزيز خوجه والفنانة مها عبدالحليم رضوي تشع بالسعادة والألفة لتبدأ المراسم بافتتاح رسمي لمعرض الأعمال التشكيلية المرشحة لنيل جوائز ضياء عزيز وكان الفنانين المشاركين امام أعمالهم يتحدثون مع سمو الأمير والضيوف عن سعادتهم بالمشاركة وعن رؤيتهم الفنية للمرأة السعودية وقد تنوّعت الأعمال التي رصدت بعين الجمال تلك المنجزات وفي شتى المجالات كانت أعمال مدهشة تفخر كونها معروضة في صالة رائد الحركة التشكيلية السعودية الراحل عبدالحليم رضوي.
الأوقات الجميلة تمر سريعاً لذلك كان الحفل الخطابي في مسرح الجمعية يقدمه المذيع القدير سعد زهير والمذيعة سهى الوعل.
بعد السلام الملكي والقرآن الكريم تحدث مدير الجمعية محمد آل صبيح بحديث من القلب سكن قلب كل من حضر كان أشبه ما يكون بالعطر الذي أنعش الحضور عبر فيه عن رسالة الجمعية خلال نصف قرن ودورها في البناء الثقافي والفني وشكر الأمير الفارس فيصل بن عبدالله على الدعم والرعاية والأمير سلمان على تشريفه الحفل وتسليم الجوائز وقال لي مع ضياء ألف حكاية والجائزة أنصفته وكرَّمته كونه من أهم رواد الحركة التشكيلية ورحب بضيف الشرف الأستاذ بلال البدور مستشهداً بكلمة الأمير الملهم خالد الفيصل (السعودي إماراتي والإماراتي سعودي) وقال تكريمنا له واجب يقتضي القيام به لدوره الكبير في مد جسور التعاون بين الجمعية بجدة وندوة الثقافة والعلوم بدبي ثم تحدث عن الدكتورة منال الرويشد وقال هي القدوة والنموذج الأمثل للمرأة السعودية الفاعلة وتستحق التكريم بجدارة كشخصية العام فسيرتها ومسيرتها حافلة بالمنجزات وشكر لجنة التحكيم المكونة من نقيب الفنانيين المصريين البرفيسورة صفية قباني، والدكتورة لينا قطان، والإعلاميين أحمد الغنام وعبدالله الخفاجي وسهى الوعل وأميرة مجرشي وسعد زهير على دورهم في دعم الحراك الثقافي والفني، وأكد أن الثقافة والفنون ثروة وطنية.
وجاء في كلمة الفنان ضياء عزيز شكره وتقديره لليان الثقافية وللأمير فيصل بن عبدالله على الرعاية وللجمعية على الدعم والتنظيم.
في حين تحدث الأمير سلمان بن فيصل وقال إن ليان الثقافية قرَّرت تمديد دعم المسابقة لعامين آخرين
وقدم الأكاديمي وأستاذ الفنون في جامعة جدة الدكتور عصام العسيري دراسة عن المسابقة بلغة الأرقام والمؤشرات منذ انطلاقها عام 2017م، حيث تعد الجائزة الأولى والوحيدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط في مجالها وقد حققت قفزات كبيرة في كل نسخة وكانت مواضيعها ذات مضامين ولها رسائل إنسانية ووطنية تعبر عن الانتماء والهوية.
وقدمت عدة فقرات قصيدة شعرية للدكتورة مستورة العرابي وأغان من التراث السعودي ومقطوعات موسيقية.
وفي ختام الحفل أعلن عن أسماء الفائزين
ونال الجائزة الأولى وقيمتها خمسون ألف ريال الفنان ناصر الضبيحي ونال الجائزة الثانية وقيمتها ثلاثون ألف ريال الفنان التشكيلي محمد الرشيد بينما ذهبت الجائزة الثالثة وقدرها عشرون ألف ريال للفنانة ليلى عبدالله الكاف.
وشهد الحفل تكريم عدد من الشخصيات الثقافية والفنية والإعلامية والتي كان لها دور في النهوض بالمشهد الثقافي والفني. فتقديراً لدوره الخليجي وتعاونه مع الجمعية في الفعاليات التي جمعت المثقفين والفنانين السعوديين والإماراتيين كرّم الأديب الإماراتي الأستاذ بلال البدور.
وكذلك كرَّمت الدكتورة منال الرويشد رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) شخصية العام 2021 وهذا التكريم يواكب أهداف الجائزة وموضوعها حول الاحتفاء بالمرأة السعودية ومنجزاته.
كما تم تكرم الدكتورة الشاعرة مستورة العرابي، وتكريم الأستاذ عدي باداوود نظير تعاونه مع جمعية الثقافة والفنون بجدة، كذلك تم تكريم الإعلامي أحمد الغنام. والإعلامي عبدالله الخفاجي والإعلامية سهى الوعل، والإعلامية أميرة مجرشي، نظير دورهم الذي يقدمونه في دعم الحركة التشكيلية في المملكة.
وحظيت الصالات المتميزة في جدة كذلك بالتكريم:
- صالة تسامي.
- وصالة زوايا.
- والمركز السعودي للفنون.
- ومركز أدهم للفنون.
- وصالة داما آرت.
تعد جائزة ضياء عزيز هي الجائزة الأهم في المجال التشكيلي بالمملكة في الفترة الحالية وتتيح المجال للمشاركة لكل الفنانين السعوديين والمقيمين في المملكة ولها دور فاعل كل عام في تشجيع الفنانين على الإبداع في مواضيع تثري الساحة التشكيلية في المملكة.
** **
تويتر: AL_KHAFAJII