الثقافية - جابر مدخلي:
أصدر الأكاديمي والباحث د. أحمد بن حسن علوش مدخلي كتابه «آليات تلقي نونية المثقب العبدي في الدراسات النقدية الحديثة» عن دار تكوين للطباعة والنشر، وحين سألت الثقافية المؤلف عن مضامين إصداره هذا أجاب قائلًا: «لقد تصدى هذا الكتاب إلى استنطاق جملة من الدراسات النقدية الحديثة التي تناولت نونية المثقب العبدي بالدراسة والتحليل، وقد استطعت أن أصل بها إلى عشرين دراسة، ابتداءً من دراسة طه حسين عام (1925م) وانتهاءً إلى دراسة ياسر عبد الحسيب رضوان عام (2014م)، في محاولة لتطبيق أسس ومرتكزات نظرية التلقي التي تقوم باستقراء مجموعة من الدراسات التي تناولت نصًّا من النصوص الأدبية، من ثم تقوم بعرض لأبرز التوافقات والاختلافات فيما بينها؛ لتصل في نهاية الأمر إلى نتائج إيجابية، تسهم بشكل كبير في إعادة إنتاج النص وبنائه من جديد، فالقراءات المختلفة لهذا النص؛ جعلت جملة من القراء يسهمون بإضافة دلالات جديدة في بنية النص، وقد قسمت هذه الدراسة إلى فصلين: تناولت في الفصل الأول تلقي هذه القراءات لموضوعات القصيدة، والنظر إلى آراء القراء حول كيفية فهم كل قراءة لهذه الموضوعات، بينما تناولت في الفصل الثاني منهجية القراءات بالنسبة لأفق انتظار القارئ، وتصنيف هذه القراءات إلى قراءات وافقت أفق انتظار القارئ، وقراءات عدلت أفق انتظار القارئ، وقراءات كسرت أفق انتظار القارئ. ومن هنا فإن الدراسة في الفصل الأول تهتم بالنص من خلال استنطاق آراء القراءات ومدى التوافق والاختلاف حول موضوعاته، بينما تهتم الدراسة في الفصل الثاني بالقراءات نفسها من خلال تطبيق إحدى مفاهيم نظرية التلقي عليها وهو مصطلح (أفق الانتظار أو أفق التوقع Horizon of expectation) الذي اختاره (هانز روبرت ياوس Jauss Robert Hans).
فإني استطعت من خلال هذا البحث أن أصل إلى نتائج علمية ملموسة، لعل أبرزها هو جمع هذا القدر من الدراسات الأدبية حول هذا النص والذي يمتد لحقبة زمنية طويلة تغيرت فيها النهضة الأدبية والنقدية العربية، ومرت بتطورات كبيرة ألقت بظلالها على طريقة تناول القراء لهذا النص، كما استطعت أن أعيد إنتاج تراثنا الأدبي من خلال هذا النص وتقديمه في حلة جديدة بتطبيق إحدى نظريات النقد الحديث عليه؛ لنثبت للآخر أن لدينا مورثًا أدبيًّا حيًّا يقبل التجديد والتطوير، ويواكب النهضة الحديثة رغم مرور أكثر من قرن ونصف القرن على تاريخ إنتاجه الأول، كما استطعت في نهاية هذا البحث أن أقدم للباحثين في هذا الحقل الأدبي والنقدي جملةً من التوصيات، من أهمها: أن عليهم العودة للتراث الأدبي، وتطبيق النظريات النقدية الحديثة على نصوصه؛ لنعيد إنتاجها في قالب متجدد».