د. صالح بن سعد اللحيدان
نظرت في كثير من أسفار الأولين ممن دون الرواية وكتب الأخبار وإيراد الأماكن فرأيت في بعضها ماموجبه التصحيح لأنني عاينت كثيراً من المعاصرين ينحون نحوهم كلاً دون تثبت أو البحث عن حقيقة ماورد وهذا فيه إشكال لاجرم عريض كما أن فيه تضييعاً لعقلية القاريء اياً كان أن ما قرأه صواباً وليس بذاك.
فكثيراُ مما أورده المسعودي في مروج الذهب أو ابن عبد ربه في العقد الفريد أو ما اورده أبو حيان التوحيدي في البحر المحيط من آثار وروايات تفسيره أو ما أورده مثل هؤلاء الذين يسردون القول على العلات وهنا يقع كثير من المعاصرين في ذات الخطأ.
المشكلة أن هذه الكتب أو البحوث قد تمر على مصححين ولجان لكنهم لايتوجهون أبداً إلى أصل الاثار والروايات الواردة والأخبار المدونة فقط ينظرون إلى اللغة والنحو لكنهم يغفلون نظر الضعيف والباطل من النصوص والأدلة المدونة ناهيك عن الأماكن والاسماء
وهذا وجدته مثلاً عند طه حسين في هامش السيرة وفي الأدب الجاهلي والوعد الحق
ووجدته عند محمود شلبي في تاريخ الاسلام ففيه 65 موضع ليس صحيحاً وفيه 123 أثراً لم يصح وكذا ماذهب اليه العقاد في العبقريات وان كان هو أجود وأحذق من غيره لكنه رحمه الله تعالى ينقل دون تمحيص وقد تمت مناقشته في كتاب نقد اراء العلماء والمؤرخين ومروياتهم ط اا
بل لعلي قد وجدت في كثير من كتب المناهج الدراسية في التاريخ والأدب بعضاً من الروايات الهشة وقد خلت حتى من ذكر المصدر في بعض البلاد العربية.
وهذا مع الأيام يشكل عقلية قائمة على غير أساس بين قوي متين وبالتالي تتكون عقلية تغلبت عليها العجلة وأحاطت بها العاطفة وأظهرهاحب النتيجة دون روية وتأن وبصيرة
وهذا يدعو إلى العجلة لنظر الاثار والروايات المدونة كيفما اتفق.
أعجل فأقول ان مجرد النقل والاستشهاد هكذا أعتبره خللاً علمياً وخللاً نقلياً وهذا بحد ذاته تتشكل منه رؤية ليست بذاك.
وقد مر دهر على ماكتبه مثلاً جورجي زيدان من رواياته عن الاسلام ولم يفطن إلى أخطائه الا بعد ردح من الزمن طويل.
وخذ مثلاً قريباً ماكتبه نعوم تومشسكي وهولغوي أمريكي فقد نال الدكتوراة عن رسالته حول اللغة العربية وبحكم انه كانت تحضر له المادة فيكتبها فقد خلط بين اللغة العربية واللغة العبرية ومع ذلك فقد تأثر به عدد من العرب لولا أن بعضهم قد تنبه أخيراً وهذه مشكلة مالم يتنبه اليها أحد من الشاعرين بالمسؤلية فان الحبل سوف يكون على الغارب ولا ينبئك مثل خبير فخذوا ادعوا.