الكتابة مسرح على رصيف أرواحنا نكتب ما انحبس بين ضلوعنا ، في حين أن نقطة الشِعْر بداية والدفقة الأولى لعالم الأمنيات ...
أما النثر فهو نثر الأمل بورود المحبّة شرطها انعتاقها بنواصي الحروف ، متى؟
حين تتقاطر وتلتقي لترتقي حول معصم القلم فتتعطر الأماكن معتّقة ، مبخّرة بالأغنيات فتلك النوارس على بحر سطر وشِراع كلمة ، وفنار تجري بين فاصلة الكلام ونقطة الكتابة ، إنه الفنار بين حديد عبارة وشرارة من النار ، فما بين شِعْر ونثرٍ يحلو الكلام
كنتُ بين ظلام الهوى
واستشارات الحقيقة
يا بحر عشقي تعال
وغنّي في روح الحديقة
إنها الروح حين تتراقص عُشْبا وتملأ كأس الغرام رغم الفراق وأرتال الدقيقة، يا لهذا الحرف كم أشتاق لك
أحبك وأعشقها ، تغيّبت ولما حضرت تغيّرت ، كان النورس فوق كتفي ، صوته يغازل أذني ، كنت أناغي فيه غيابها ، أهيم في تفاصيل رنّة خلخال صوتها نعم أيها الحرف تواردت حواسي ، لأن حرفك وقلبها توأمان
قل لها :
أحبك أعشقك أهواكِ
يا هواكِ
فهواي حلم يوسف عليه السلام ، عند بئر الأسرار مكيدة حين اجتمعوا ، وعلو قدر حين اعتلى وهم مجتمعون ، كذلك حرفي وأنا نجتمع معا لنكتب الحكاية ، وحين نفترق نجتمع دون غرورٍ منّي ، أو حياء من حرفي ولكن قد ما بين الأحلام قد يُقَدّ ...
ذاك متنبي الجمال قوافيه تشبهني ولا يشبه حرفي فأنا بين دمعة جفن ورمش الختام ، فتحتها لم أبصرها وجدت ظلّها يتكرر كمرآة بأبعادها الثلاثية ثلاثية الحب:
الغياب ، الحضور ، الفراق
هنا السؤال أيها الحرف على ركح الملام، قل لا تخشى حياء فأنا وأنت ننتظر بدايات الغرام ، أنا شهيد الهوى وحرفي غريق في بحر عينيه ، فلا الملام غرامه ولا شهادتي فيها السلام ، فحرفي مراكب الأمان وأنا سُفُن الغواية ، وشاطئه السطر ، ومرساي الكتابة
هل أجبتك حبيبتي ؟
فنحن وبكِ ثلاثة بين بيني وحرفي والله معنا
سطر وفاصلة
قال أنا وتغريداتي لكِ ولغيركِ السلب قبل الإيجاب
النقد والانتقاد ، فلدي حرف أفرّه ليقوّم الاعوجاج أو يرد السفيه لرشده أو يلجم فيه الحاسد والمغرور
ويطبطب على المحزون حرفا قدر المستطاع !
وفي نفس الوقت يستفيد من رد الناصح الأمين وصاحب القلب الأبيض ..
فالحرف عندي بعد توفيق الله ، عطر فوّاح وسطر سدّاح وسؤال لمّاح ، نيّة صافية أولها حرف وآخرها حرف وضّاح ..
عندها هوى برأسه على القلم ، سقطت النظّارة ، تناثر الورق ، وهاتف استلقى على ظهره ، كأنه ينظر إليه ضاحكا.
** **
- علي الزهراني ( السعلي)