ـ تداول عدد من المهتمين بالشأن المسرحي المحلي الاجتماعي الجماهيري، كلمة الفنان الممثل السوري المعروف (أيمن زيدان) وهي الكلمة التي كتبها مخاطباً المسرحيين في الوطن العربي، التداول كان في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الفيسبوك وتويتر، يقول أيمن زيدان في كلمته ووجهة نظره: (ما زال المسرح العربي يراوح في المكان، ولن تكون أمامه فسحة للخروج من شرنقته الخانقة إذا لم يتحرر من تلك النخبوية المريضة التي تحكم أهواء القائمين عليه، ففي المهرجانات المسرحية العربية تتجلى بشكل واضح تلك الأمراض المزمنة، التي تظل طوال الوقت أسيرة لتكريس تلك الفجوة بين المسرح والجمهور، كل العروض التي تنحاز إلى الجمهور ضمن الشروط الفنية المتقنة لا يرحب بها، لأنها وببساطة تعري زيف الادعاء والصراخ الذي لا يسمع صداه سوى مطلقيه، لم يتعافَ مسرحنا إذا لم يكن شعبياً، ولن يكون قادراً على التأثير في المشهد الاجتماعي إذا ظل كما هو ساحة للتنظير والادعاء، منطق المهرجانات العربية سيظل مسكوناً بعزلته، وسيظل بعيداً عن إحداث أي أثر اجتماعي أو معرفي، يالسخف المحاباة وكم طال الموت السريري لمسرح يكتسب أهميته الزائفة من الأداء والمثاقفة، أفسحوا للناس فرصة الشراكة الفاعلة في المنجز المسرحي، فالتنظير والمحاباة ستبقى هذه المهرجانات كما هي منذ خمسين عاماً، وسيظل المسرح الذي تتعاطونه مسرحاً يصرخ على كرسيه المتحرك دون أن يخطو خطوة واحدة إلى الأمام) الحقيقة أن كلمة أيمن زيدان أصابت في مقتل المسرحيين العرب الذي امتطوا صهوة جواد المسرح التجريبي بأشكاله العبثية الفقيرة فنياً، وهو الحال نفسه الذي أصاب مسرحنا المحلي منذ ثلاثة عقود مضت، بل إن حال مسرحنا أسوأ من بعض المسارح العربية الأخرى، كونه مسرحاً لم يبنَ على أسس علمية، مجرد أنه ظهر مقلداً فاقداً الهوية، شأنه شأن الغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة فأضاع مشيته، لذا غاب الجمهور عن مسرحه، ولم يعد يرى مسرحاً يعرض له قضاياه وموضوعاته الاجتماعية الخاصة، حقيقة أخرى وهي أن مشاركات مسرحنا الخارجية لمهرجانات التجريب، أدّت إلى تشويه قيمة المسرح، وأهميته في نظر الكثير من الجمهور المحلي، كذلك أدى توجه المسرح المحلي إلى المشاركات الخارجية بكثافة إلى إعاقة المسرح الاجتماعي الموجه للجمهور المحلي، أتمنى أن يعود مسرحنا الاجتماعي من جديد المسرح إلى دوره المؤثر في حياة الناس لتقدم مسرحيات جماهيرية ذاتأهداف ومضامين اجتماعية قيمة يتصدرها نجوم الشباك.
** **
- مشعل الرشيد