نقطة ضوء:
(كتبتها، والدمع مني ينهمر، مثل المطر، هل لي بقلبٍ من حجر..؟!)
مثلكُمْ نحنُ في جميعِ الصفَاتِ
واحدٌ.. مَنْ أتى بِنَا للحيَاةِ
وخُلِقْنَا كَخَلْقِكُمْ - مِنْ تُرَابٍ
وبِنَا -مثلكُمْ- نِتَاجُ ذَوَاتِ
إنما نحنُ، دونَ عَقْدٍ، أتينا
فَرُمِيْنَا في مُظْلِمِ الطُرُقَاتِ
عند بابٍ لِمسجدٍِ أو كَنِيسِِ
وإذا عَز ذَا، ففي الحَاوياتِ..!
* * * * *
حينَ نأتي إلى الوجود، يَرَانا
مَن يَرَانا- بأبشعِ النظَرَاتِ..!
ويرى في مجيئنا كُلُّ عَارٍ
وشَنَارِِ يفوحُ بالمُوبقاتِ..!
كالنَّجَاسَاتِ ينظُرونَ إلينا
أو كشيءٍِ مُقَزِّزٍ للذواتِ..!
ويُجَافُونَنَا، إذا مَا كَبِرنَا
في حَيَاةِِ رخيصةِِ كالمَمَاتِ
أيُّ ذنبٍِ قد اقترفناهُ، حَتَّى
يَترُكُونَا للذلِّ، والحَسَرَاتِ..؟!
* * * * *
يا أحبَّاءَنَا.. أفيقُوا قليلاََ
نحنُ لسنا من جُمْلَةِ الحَشَرَاتِ
نحنُ منكُمْ، ومثلكُمْ، وإليكُمْ
قد أتى من أصلابِكُمْ كلُّ آتي
نحنُ لحنُ الحياةِ في ليلِ وَصْلٍ
غائبِ الفكرِ..، زائغِ النَّظَرَاتِ
نحنُ جِئْنَا إلى الوجودِ بليلٍ
غارقٍ في غَيَاهِبِ الشَّهَواتِ
نحنُ جِئْنَا بِقُدرةِ اللهِ- نسلاً
دونَ وعيٍّ، أُحِيْلَ للحَاضِنَاتِ..!
شجرٌ فوق سَكْرَةِ العشقِ ينمو
ثم يُلقي الثمارَ- في الخَلَوَاتِ
نحنُ لَسْنَا لقيطةً، أو لَقِيْطاً
أنْقِذُونَا من سَيئِ المفرَدَاتِ
أكْرِمُونَا بِأيِّ وصفٍِ عَزِيزٍ
نحنُ أهلٌ للعزِّ، والمَكْرُمَاتِ
وامنحُونَا مكانةً، واعتباراً
بينَ آبائنا..، مَعَ الأُمَّهَاتِ
لَمْ يَعُدْ خَافِياً على العِلْمِ جِيْنٌ
فَلْتُبَادِرْ... يا بَاذِراً للنَّوَاةِ..!!
** **
- شعر/ حمد العسعوس الخالدي