ميسون أبو بكر
اليمن وكأنها في كوكب آخر بعيد عن الحياة والتقدم وركب عالمنا المعاصر الذي يهرول نحو رؤيته وتقدمه ورقيّ شبابه وتعليم أطفاله، فالعدو الذي قبض سابقاً على (خناق) العراق ويعيث بها فساداً وفتكاً ودماراً ورعباً وهي كل يوم على شفا انفجار أو خلاف وغيرها؛ حشد ما حشده منذ سنوات بجعل اليمن إمارة ثانية أو ثالثة له، وقبل عاصفة الحزم التي انتفضت لها المملكة ودول التحالف لدحر التسلط الإيراني على اليمن وحماية الشرعية كما حدود الدول مع اليمن -التي هي منية إيران الوصول إليها - كانت إيران في وقت السلم وقبل الحرب تعدّ عدّتها وترسل أسبوعياً طائرات مدنية - للتمويه- ليست لأغراض سياحية أو اقتصادية أو ثقافية؛ مليئة بالأسلحة والصواريخ الباليستية وشياطين الإنس لتجنيد الشعب اليمني وأطفاله بالتعاون مع الحوثي، وانتفض أهل اليمن وقتها لحماية ديارهم وأعراضهم والاستنجاد بالمملكة العربية السعودية والإمارات والدول العربية الأخرى لأن اليمنيين الحقيقيين يعرفون جيداً خطر تعاون الحوثي مع إيران، وذهاب بلادهم كما سبقها من الدول التي سيطرت عليها الدولة الفارسية التي اتخذت من عباءة التشيّع ستاراً لها لحصد مزيد من الأعوان على ملتها لأنها تدرك جيداً أن الدين أفيون الشعوب وبه استطاعت تكوين ميليشيات في كل مكان.
أطفال اليمن بدلاً من أن يحملوا كتباً وأقلاماً وفرشاة ألوان ويتعلّمون الحساب والفيزياء والرسم هم يحملون أسلحة ويجندون ضد أقرانهم ثم تفتك بهم الألغام التي زرعها الحوثي بحراً وبراً، فمنهم من يمضي إلى الآخرة وبعضهم من يمضي الحياة بأعضاء مبتورة وطفولة لم تعرف الأمن والطمأنينة والحياة.
المنظمات الدولية لحقوق الحيوان تحظر قتل الحيوانات لفرائها وتنادي بحقوق الحيوان بينما تغفل وتغلق أعينها عمَّا يحدث في اليمن.
عندما قابلنا مبعوث الأمم المتحدة وتساءلنا عن تخاذلهم أمام الحوثي الذي أدرجته الكثير من دول العالم على قائمة الإرهاب هو والدولة الفارسية - التي تحضّر جاهدة للمفاعل النووي ليس لأغراض سلمية، بل لأطماعها الحربية والتدميرية- وأن المساعدات السعودية والإماراتية والخليجية التي لا تصل الشعب اليمني ويصادرها الحوثي قبل أن يستفيد الشعب اليمني المحاصر في أرضه من قبله؛ لم أجد منه جواباً شافياً، بل تمويهات وهروب من جواب على سؤالي.
أملنا كبير في عمليات التحالف التي استهدفت المواقع العسكرية للحوثي والميليشيات الإيرانية في اليمن أن تسفر عن خلاص قريب من الآلة العسكرية التي يمتلكها الحوثي وأن تحرر اليمن من جنونه وتسلطه.
أذكر كلمة لمعالي وزير الإعلام اليمني الأسبق د. محمد قباطي في لقائي معه في برنامجي عين ثالثة على القناة السعودية «كنت أشعر بمرارة وقد بكيت من الألم وعدن التي لم تقصف منذ الحرب العالمية الثانية قصفها الحوثي وإيران بوحشية وبربرية، وكم كانت فرحتي واليمنيين الشرفاء بعاصفة الحزم وقرار الملك الحازم سلمان بن عبدالعزيز ومعه إخوانه الشرفاء بإغاثة اليمن ومناصرة الشرعية، كان يوماً تاريخياً دفاع العرب عن اليمن ضد أطماع الفرس والمشروع الإيراني فمن يزرع الريح يحصد العاصفة».