أ.د.عثمان بن صالح العامر
مساء الأحد الماضي لم يكن مساءً عادياً في نظر الحائليين حيث احتضنت (المغوّاة) حفل التتويج السنوي بجائزة الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز (بصمة) الذي شرفه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير المنطقة، وحضره عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة والسعادة وجمهور غفير. والمتابع لإيقاع هذا الإبهام الفريد - الذي وضع بصمته بكل احترافية واقتدار على ثرى هذه الأرض المباركة (حائل) الجزء القابع بين الجبلين من أرضنا المعطاء المملكة العربية السعودية- يلحظ أنها في عامها الرابع صارت:
- مؤشراً مجتمعياً لقياس الأداء المؤسسي (الحكومي، والخاص، والفردي).
- محدداً مساعداً في بيان دلالات المصطلحات الإدارية والتقييمية على ضوء المعايير العالمية، وفي إطار رؤية المملكة 2030 بشكل دقيق، ففرق بين مصطلحات (الأداء، والتميز والإبداع.. وهكذا)، وفرق بين (الشخصي والمؤسسي)، و(الفردي في مقابل المجتمعي)، وللمبادرة أياً كانت ضوابط ومحددات حتى يصدق عليها هذا النعت.
- معززاً للدافعية الذاتية لدى المؤسسات (الحكومية والخاصة والأهلية والأفراد [الذكور والإناث، الكبار والصغار، الأصحاء وذوو الهمم العالية]) في الانخراط الفعلي بكل ما من شأنه تحقيق رؤية المملكة 2030.
- محفزاً للتفكير الشخصي والمؤسسي خارج الصندوق.
- باعثاً للثقة بالنفس ودخول ميادين المنافسة العالمية بكل مهارة واحترافية واقتدار.
- مشعراً يقيناً لدى كل حائلي بأن فعلك سيُسمع، وأن ما تنبري له من صنيع سيصل، وبصمتك ستقف بك على منصة التتويج.
- فرصة لتجديد اللقاء بوجوه المجتمع، وعدد من الشخصيات الوطنية في مناسبة سنوية.
ومن باب التشخيص الذاتي لهذا الحدث الاستثنائي في منطقة عزيزة من مناطق المملكة الثلاث عشرة فإنني أسجل هنا:
- غياب المؤسسات ذات الصبغة الشرعية - إن صح النعت - عن التتويج والفوز بالجائزة بكل فروعها.
- غياب القطاع السياحي سواء الرسمي أو الفردي (المرشدين السياحيين) مع أن المنطقة ذات صبغة سياحية كما هو معلوم.
- غياب الوجوه الثقافية والمبادرات الإعلامية .
- غياب المهندسين خاصة المعماريين عن المبادرات الفردية، وكذا الأطباء المتخصصون.
- تراجع بعض الدوائر الحكومية عما كانت عليه في الأعوام الماضية.
- ضعف أداء القطاعين الخاص والأهلي مقارنة بالحكومي.
- حضور القطاع الأمني و(الزراعي الأهلي) والإعلامي الرسمي، وبروز وزارات النقل والخدمات اللوجستية، البيئة والزراعة والمياه، والتعليم.
- التصفيق الحار للمبادرات الفردية خاصة (مبادرة محمد فهيد السحيمان الشمري) المتمثلة بإنارة موارد المياه في الصحراء بالليزر عبر الطاقة الشمسية، مما يعني أن المجتمع يدرك بعمق أهمية هذا النوع من الأعمال الاحترافية ذات المردود المجتمعي التي تصب في النهاية في خدمة التنمية المستدامة في المنطقة، وتحقيق النفع العام.
- الحضور المشرف وغير المستغرب لرجل البذل والعطاء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، أخي وصديقي بل صديق المجتمع وحبيبه قاطبة، سعادة الأستاذ: عواد بن جزاع الرضيمان (أبو تركي) بارك الله له في حياته وولده وماله.
- الحضور الجماهيري المميز والتفاعل الكبير من قبل شريحة عريضة في المجتمع الوطني عامة والحائلي خاصة، وعلى وجه أخص من كان حاضراً حفل التتويج الإبداعي مساء الأحد الماضي، فوسائل التواصل كانت وما زالت تغرد وتكتب عن (بصمة).
- الإخراج المدهش للحفل، والتوثيق التاريخي المبدع للمنطقة إنساناً ومكاناً وحالاً (الماضي والحاضر والمستقبل).
- بروز نفس وروح وقلب صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز في مفاصل وتفاصيل هذا الاحتفال منذ الألف حتى الياء. ومعه ومن خلفه فريق متمكن وأمين يعمل باحترافية عالية وصمت مطبق وإخلاص حقيقي وهدوء تام بعيداً عن الضجيج، ودون أن يقول أي منهم (هاأنذا).
- والمنتظر ونحن من هذا اليوم نستعد للاحتفال بـ(بصمة) في عمرها الخامس أن يكون هناك موقع رسمي للجائزة في الإنترنت، يستشرف المستقبل، ويستطلع الرأي العام، ويقيس الرضا المجتمعي، وفي الوقت ذاته يوثق للجائزة ويخلد تاريخها الذي سجل - رغم قصر عمره - تميزاً وتفرداً مناطقياً لا ينكر، فالبدايات كانت من الصفر، وها نحن في القمة، والنجاح الحقيقي المحفظة على التواجد هناك حيث التجديد والتطوير والابتكار والإبداع والتميز والعطاء الذي ينسج على أرض وطننا الحبيب. فشكراً لكل من خطط وأبدع، عمل وأنجز، دعم ورعى.. والشكر من قبل ومن بعد لله -عز وجل- أن هيأ لهذا الوطن المعطاء قادة أفذاذاً (مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين -حفظهما الله-) اللذين يقولان للمحسن أحسنت، ليس هذا فحسب بل يجد هذا الإنسان الفاعل والوطني المخلص من لدن حكومتنا الرشيدة العازمة الحازمة كل الدعم والمؤازرة، الشكر والتقدير، الترحيب والتمكين. ودمت عزيزاً يا وطني. وإلى لقاء والسلام.