علي الصحن
تراجع الهلال كثيراً، تراجع في مستواه وفي نتائجه وفي مركزه وفي روحه وحضوره، ومن يشاهد الفريق هذه الأيام لا يصدق أنه نفسه الذي فاز قبل (37) يوماً فقط بكأس دوري أبطال آسيا، ولا الفريق الذي تنظره بعد (37) يوماً ايضاً مشاركة عالمية جديدة، وما يحدث في الهلال حير محبيه الذين تقاسموا أسباب هذا التراجع، فمنهم من منحه المدرب ومنهم من رماه على اللاعبين أو الإدارة.
ومن وجهة نظري أرى أن الجميع شريك فيما يحدث للفريق وبنسب متفاوتة، فالمدرب جارديم لم يقدم للفريق ما يوازي الهالة التي وافقت التعاقد معه، ولم يحقق أي إضافة فنية واضحة للفريق، ومع جارديم أصبح الهلال شحيحا في التسجيل، بل إن فرقاً متأخرة في الترتيب تتجاوزه في الرقم التهديفي، ومع المدرب العالمي أصبح التسجيل في مرمى الهلال أمراً سهلا، والأرقام توضح ذلك (له 18 وعليه 15 من 13 مباراة) ومع جارديم خسر الفريق (18نقطة من 39) وهي أرقام تكشف ما يعاني منه الفريق وإلى أين هو ذاهب إن لم يتدارك الهلاليون الأمر.
يستحوذ الهلال على الملعب لكنه يخسر النتيجة ويضيع جهد لاعبيه بحثاً عن فرصة الهدف، ولأن التحضير وبناء اللعب وصناعة الهدف تتم بطريقة واحدة، فقد انكشف الحال وأصبح كل حارس هو النجم أمام الهلال، والسؤال : أين المدرب؟ وأين التنويع في اللعب وأين التدريب على الكرات الثابتة والتسديد بعيد المدى؟ هذه أشياء يندر مشاهدتها في الهلال، المحفوظة طريقة لعبه وأسلوبه الهجومي لجميع المدربين.
اللاعبون أيضاً يتحملون ما يحدث للفريق، فهناك تراجع خطير في مستوى بعضهم، وهناك عدم جدية لدى بعض آخر، وهناك لاعبون هذه إمكانياتهم، واللوم لا يقع عليهم، بل على من بمنحهم كل الفرص، رغم فشلهم طوال الفترة الماضية، وحتى نكون منصفين للمدرب هناك أمور يتحملها اللاعبون لوحدهم، وأياً كان المدرب واسمه وتاريخه فلن يكون قادراً ولا معنياً بتعليم لاعب تجاوز الثلاثين مبادئ الكرة، وكيف تسدد في المرمى، وكيف تخرج للكرة العرضية، وكلنا يشاهد كيف تضيع فرص سهلة لا يضيعها لاعب مبتدئ، وكيف تُسجل في مرمى الهلال أهداف سهلة ومن كرات مكررة وأخطاء بدائية لم يتعلم منها الفريق أبدا.
إدارتا النادي والكرة تشاهدان ما يحدث للفريق ومطالب مدرجه، ومع ذلك لا رد ولا توضيح، فهل يعجبهما ما يحدث أم أنهما غير قادرتين على فعل شيء، أو تسعيان للملمة الأوراق وإصلاح الحال بهدوء، وعلى كل حال فالإدارة عملت واجتهدت، لكنها وبالذات قطاع كرة القدم يتحمل أخطاء بعض التعاقدات واستمرار أسماء ورحيل أخرى، فضلاً عن ضرورة فرض الانضباط في صفوف الفريق وخلق الحافز وإيجاد الشغف قبل كل استحقاق.
يتحدث بعضهم عن تشبع اللاعبين، وهذا كلام مردود عليه ولا يحسن أن يقال عن فريق مثل الهلال، عرف طوال تاريخه بالبحث عن اللقب تلو اللقب، دون التوقف عند نقطة معينة، هنا قد يمكن مثلاً قبول التعادل مع أبها بعد الفوز باللقب القاري مباشرة، فالفريق مازال في أفراحه، ويلعب خارج الأرض، لكن أن يستمر التشبع وجعله شماعة، فهذا لا يصدق أبدا، وفي تاريخ الهلال ما يرد على مثل هذا القول.
ماذا يحتاج الهلال ؟.. يحتاج بداية لإدارة قوية، إدارة فنية وإدارية، يحتاج لمدرب يبحث عن حلول للأخطاء وليس عن أعذار للخسائر، وبجانب ذلك... يحتاج للإحلال والاستبدال في عدد من المراكز والأسماء الأجنبية، وأهم ما يحتاج حارسا متمكنا ومهاجما يبصر طريق المرمى، وهذان المركزان بالذات هما أهم مركزين في الفريق، وهما أكثر ما يقلق الهلاليين أيضاً.