القائد الناجح يتصف بالتميز والإبداع، والتجديد في طرق العمل وآلياته وأساليبه، للوصول لنتائج أفضل وأبهر.
القائد الناجح لا يعتمد على الإغراء المادي، بل يعتمد على زرع الثقة، وتعزيز الانتماء، وغرس الولاء للمنظمة في نفوس منسوبيها، كما يعتمد على التحفيز والتأثير الإيجابي، والتواصل مع فريقه بمهارة، وبث روح الحماس فيهم، وشحذ هممهم للمثابرة، ليجعلهم يبذلون أقصى ما لديهم من طاقات، ويعمل على تذليل الصعوبات أمامهم، وبالتالي تحقيق الأهداف المطلوبة للمنظمة.
هكذا هو القائد الناجح، يهتم بالإنسان قبل غيره، ويتحمل مسؤولية أي إخفاق -إن وجد- ومهما كان حجمه، وينسب النجاح صغيرًا كان أو كبيرًا للفريق الذي يعمل معه لا لنفسه، وهذا أحد أسرار القيادات الناجحة.
فكل فرد من أفراد فريق العمل، متى وجد عملاً مثيرًا يرضي اهتماماته وقدراته، وتقديرًا من الرؤساء والزملاء في العمل، وفرصًا للترقي وتطوير الذات وبيئة العمل، وفرصة لزيادة الدخل، وفرصًا لتحمل مسؤوليات أكبر، وإمكانية اتخاذ القرارات والقيادة، ومجالات لتحقيق الإنجازات، وتجاوز الأداء المطلوب كمًا وكيفًا، أبدع وتميز وتألق، لأن هذه العوامل بمجموعها محفزة، وتجعل بيئة العمل جاذبة وممتعة للعاملين فيها، مما يمنحهم فرصًا للإبداع والتميز وتحقيق الإنجازات، فطبيعة العمل الممتعة وبيئته الجاذبة، تجعل الفرد يشعر أنه يحقق ذاته، ويقوم بعمل رائع يقدره عليه الآخرون.
نعم المحفز المالي مطلب، إلا أنه ليس هو المحفز الوحيد والأساس، بل هو لا يلبي الاحتياجات الأساسية أو الفسيولوجية للفرد، فهناك احتياجات اجتماعية واحتياجات صحية، واحتياجات التقدير والاحترام، فمتى شعر الفرد بقيمته وباحترامه، وأنه عضو فاعل وله قيمته في المجموعة، استطاع تجاوز التحديات والتغلب عليها، وتحمل الصعوبات، متى كان هناك من يحترمه ويقدره، وبالتالي سيكافئه.
العامل في أي منظمة وفي أي موقع كان هو إنسان؛ يريد أن يحيا وسط هذه المنظومة كإنسان له قيمته وله اعتباره وله احترامه وله فكره وله شخصيته الاعتبارية، وله نجاحاته وله تأثيره في العمل، وله زملاء وأصدقاء في بيئة العمل وخارجها.
القائد الناجح هو من يستطيع أن يبني أهرامًا تحفيزية داخل كل موظف من موظفي المنظمة، من خلال الكلمة الطيبة، والوعد الصادق، والاهتمام والرعاية، وخلق فرص التحفيز بمسارات إبداعية متميزة، لدعم المتميزين وانتشال المحبطين لتكون المنظمة شعلة وقادة من الإنتاج والنجاحات الفريدة.