مها محمد الشريف
في الخيانة تضرب الأمثال بابن العلقمي الذي خان خليفة بلاده وسلم زمام الأمور إلى هولاكو ملك التتار، وفرق الجيش وعناصره من العسكر بحكم منصبه كوزير حتى يمهد لدخول هولاكو إلى بغداد وأراد أن ينقل الخلافة من بني العباس إلى العلويين فلم يتم له ذلك من عظم شوكة بني العباس وعساكرهم، ولكن بفعل التآمر والخيانة مع الأعداء قتل هولاكو الخليفة المستعصم بالله وأولاده وقد استباح المغول بغداد فذبح الناس كما تذبح الشياه وأضرموا النيران في المدينة فأتلفت مسجد الخليفة وضريح موسى الكاظم ومقابر الخلفاء في الصافة وعم الخراب بيوت المدينة وطرقاتها وهكذا انتهت الخلافة العباسية وسقطت بغداد بعد أن ظلت عاصمة الدولة العباسية زهاء خمسة قرون.
ما من كلمات أكثر تواتراً في التاريخ قديماً وحديثاً إلا بطولات المخلصين لأوطانهم، وإنهاء ما تبقى من قصص الخيانات ثم تلتها الطرق التي بتروا فيها الأعضاء الفاسدة من جسد الأمم واقتفوا أثرهم ومحوهم من على سطح الأرض، وحسن نصرالله قائد حزب الله من ضمن قصص الخيانة الذي أثبت ولاءه لإيران ومهد لها الدخول إلى بلده لبنان حتى دمره، فلم يمت ابن العلقمي وله من الذرية مثل هذا الحاقد الطائفي الذي يقف على منصات لبنان يخطب بلسان إيران بعدما سلم مفاصل الدولة لملالي طهران، فكل شيء يخطر على العقل اليوم مدركاً ما يقوم به تجاه الدول العربية من انتقام، فأصبح أداة من الأدوات الشريرة امتهن الخراب وقام بتصدير المخدرات للسعودية ومشاركة الحوثيين التي ترسل صواريخها الباليستية والمسيرات المفخخة على المدنيين الآمنين في المملكة.
ولكن قدرة التحالف الاستخباراتية تمكنت من اختراق الهرم القيادي الحوثي، وكشفت معسكرات وورش تفخيخ الطائرات المسيرة للميليشيا في مطار صنعاء وعملياتها تدل على قدرة التحالف الاستخباراتية والعملياتية، ووجود خبراء حزب الله اللبناني على الأراضي اليمنية، وإنشاء مراكز تدريبية لعناصر وقيادات الميليشيا الحوثية، فخطر هذا الحزب الإرهابي لا يقتصر على اليمن ولبنان، بل يصل إلى كافة دول المنطقة والمجتمع الدولي والشواهد كثبرة والدلائل تشير إليه.
لا يزال ذلك القرن يعيد لنا الخونة والمذابح التي تتكرر في الدول العربية، فالعقل الإيراني يسير نحو الانحطاط دون أن يجد من يرده إلى رشده، ولكن كل ما يحدث اليوم قد وقع البارحة في لبنان وسوريا والعراق وآتى الحوثي بالفكر الطائفي من إيران لقتل بقية الشعب اليمني، وتدمير البلاد ونشر الخراب وإدخال مليشيات حزب الله التنظيم الإرهابي واستمر في التعنت ورفض كافة الجهود من الأمم المتحدة ومبادرات السعودية لحل الأزمة سياسيا، حتى أصبحت الأزمة اليمنية فكرية اجتماعية وطائفية كما هو الحال في لبنان.
تنمو أفكار كهذه على نحو غير واع نتيجة لإملاءات من إيران، على الرغم من رفض أبناء اليمن لهذه المليشيا المارقة التي تعيث فسادا بوساطة قنوات خارجية تهدف إلى قتل الأبرياء من المدنيين من كافة المحافظات اليمنية، وبدعم من خبراء من إيران وحزب الله اللبناني، فهي تقحم نفسها في ميدان حرب لن تترك دون رادع.
وعلى كل فإن هذه الميليشيا هجرت الملايين من اليمنيين خارج البلاد واستخدمت مطار صنعاء لأغراض عسكرية بإرسال المسيرات التي تهدد المملكة والمدنيين في اليمن، فقد كشف التحالف أدلة تورط حزب الله والحوثيين، ويكون كل ما سبق ذكره معتمدا على الحجة ومتوافقاً مع الأدلة التي نشرها التحالف بأن هذا الخائن رئيس حزب الله خطر كبير على العرب ولا بد من محاكمته على جرائمه باليمن وسوريا والعراق وخلاياه التي تم القبض عليهم في الكويت والبحرين بزرع الصراعات والطائفية وتهريب المخدرات لدول الخليج.