عبدالله العمري
من جماليات هذا الموسم هي العودة القوية لنادي الشباب لواجهة المنافسة من جديد بعد غياب لسنوات بسبب ظروف صعبة مرت بالنادي، من أبرزها ابتعاد رئيسه الحالي خالد البلطان عن المشهد الشبابي في تلك الفترة التي غاب فيها الشباب.
عودة فريق بحجم الشباب إلى المنافسة على الألقاب والبطولات هو أمر من صالح الكرة السعودية، فهذا الشباب عندما كان في أوج تألقه في التسعينات وهي الحقبة الذهبية للشبابيين نجح نجومه في تلك الفترة في وصول الأخضر السعودي إلى المونديال لأول مرة بتاريخه كما تحققت العديد من المنجزات لمنتخبنا السعودي وسط مساهمة فعَّالة من لاعبي الشباب.
الكثير من النقاد والمتابعين لم يتوقعوا أن يعود الشباب بهذه القوة لاسيما بعد البداية الضعيفة له في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين في الجولات الأولى من عمر الدوري وتعرض مدربه شاموسكا للعديد من الانتقادات القوية، بل إن البعض طالب بضرورة إلغاء عقده، لكن رئيس الشباب الذهبي خالد البلطان كان له رأي مخالف لإيمانه التام أن المدرب يحتاج لوقت أطول لكي تظهر بصماته على الفريق وأن المشكلة ليست في الجهاز الفني.
ومع مرور الجولات بدأ الشباب ينهض شيئاً فشيئاً حتى أصبح اليوم في وصافة ترتيب الفرق وبفارق نقطة وحيدة عن المتصدر الاتحاد قبل انقضاء الدور الأول من عمر الدوري.
الشباب لم يصل لهذه المرحلة من فراغ أو بضربة حظ، بل كان هناك عمل وجهد جبار وكبير جداً من القائمين عليه بقيادة خالد البلطان الذي يعتبر كلمة السر فيما وصل له الشباب اليوم من تغيّر كبير في مستواه الفني، رغم أن الشباب لم يحظ بدعم مادي كبير جداً مثل بعض الأندية الأخرى، بل اعتمد على ما تقدمه وزارة الرياضة من دعم مثل بقية الأندية الأخرى، إلا أن الشباب تميز عنهم بأنه يملك عقلاً خبيراً ويعرف كيف يدير أمور ناديه ولعل بعض الاستقطابات المحلية التي أبرمتها الإدارة الشبابية كالتعاقد مع الحارس فواز القرني وهتان باهبري وأحمد شراحيلي وغيرهم من الأسماء المميزة تكشف بالفعل أن الشباب يدار بعقل مختلف عن أغلب الأندية المدعومة بالملايين إلا أنها فشلت في تحقيق أي حضور لها هذا الموسم.
أعلم أن الحديث لا يزال مبكراً عن الحديث عن مقدرة الشباب على تحقيق الدوري إلا أن ما يقدمه الشباب من مستوى فني مميز داخل الملعب يؤكد أن الشباب قادر على حصد لقب في هذا الموسم وإسعاد جماهيره الكبيرة التي تنامت كثيراً في الملاعب السعودية وأصبحت مضرب مثل بالحضور والمساندة، ومن الطبيعي أن تتنامى الجماهير الشبابية في ظل الإنجازات الكبيرة التي حققها ناديه منذ بداية التسعينات الميلادية.
المطلوب من كافة الشبابيين خلال المرحلة المقبلة هي ضرورة الوقوف مع رئيس ناديهم خالد البلطان والعاملين معه ودعم نجوم فريقهم بكل قوه لكي يتحقق الهدف.
فناديهم يملك رئيس مختلف أجزم أن الكثير من جماهير الأندية الأخرى يتمنونه في أنديتهم.