دعمت رؤية المملكة 2030 جهود إقامة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، والفعاليات المصاحبة له ليكون بمثابة مركز إشعاع ثقافي واقتصادي وترفيهي ورياضي، بغية صناعة واقع قطاع متفرد بمستويات عالية من الجودة والتنوع لتحقيق التطلعات بصورة تواكب مكانة المملكة ووضعها الاقتصادي المزدهر، وبتوجيهات من قيادتنا الرشيدة تم تخصيص الأماكن المناسبة لاحتضانها، لتمكين المهتمين بهذا الجانب من إبراز ما لديهم، بالإضافة إلى تشجيع المستثمرين من الداخل والخارج للاستثمار في هذا الموروث العريق، الذي سيوفر العديد من فرص العمل، ويدعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة تناسب الأذواق والفئات المختلفة، إلى جانب الإسهامات الاقتصادية.
مؤخراً انطلقت فعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته السادسة، الذي ينظمه نادي الإبل ويقام في الصياهد الجنوبية، وقد شهد قفزة في قيمة جوائزه لتصل إلى 250 مليون ريال، إيذاناً بانطلاقة 70 شوطاً على مدار 43 يوماً متواصلة، تزخر بمنافسات متنوعة في فئات المهرجان «المجاهيم والمهجنات والسواحل والأصايل والشقح والوضح والشعل والصفر والحمر، وفردي دق وجل ومفاريد وقعدان» هذا إلى جانب مسابقات كأس النادي وشلفا ولي العهد وسيف الملك وبيرق المؤسس ونخبة النخبة والفحل وإنتاجه والشوط المفتوح للنساء والشوط المفتوح الدولي ومنافستي الطبع والهجيج. وقد تضمنت هذه النسخة العديد من المنافسات وفقاً لإدارة المهرجان، مثل مسابقة راعي الشداد وشوط النساء المفتوح في فئة الفردي لون المغاتير، وشوط مفتوح دولي لفئة الفردي لجميع فئات المغاتير. وللمرة الأولى تشهد المنافسة مسابقة جديدة للإبل الساحلية، حيث تم اعتمادها لفئة القعدان، فيما تم رفع قيمة جائزة مزاين الأصايل لتكون جائزة «الجمل أصايل» مساوية لجائزة كأس النادي، وجائزة الفردي «دق وجل أصايل» مساوية لجائزة دق وجل جميع الألوان الأخرى.ومن الاستحداثات التي شهدتها هذه النسخة التي بدت إرهاصات نجاحها وتميزها في وقت مبكر؛ رفع عدد مسابقة «الفحل وإنتاجه» إلى خمسة عشر متناً بينها قعود، على أن تكون عشرة من سن ثنية وأقل، والخمس المتبقية السن مفتوح على ألا يقل عن مفرود، فضلاً عن اللجنة العليا للاستئناف التي تم استحداثها لإتاحة الفرصة للمشاركين لاستئناف النتائج.
إن الاهتمام المتزايد بهذا المورث الأصيل من المتوقع أن يسهم إسهاماً كبيراً في تحريك عجلة نموه وفوائده الاقتصادية، وبالتالي الحصول على نتائج إيجابية في واقع مستقبل الأجيال، حيث يعطي إشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء المشرف العام على نادي الإبل بوصفه رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية؛ موروث الإبل قيمة كبيرة ضمن رؤية المملكة 2030، وأفق أرحب للنجاح وتحقيق الطموحات للنهوض بمملكتنا الحبيبة واعتلائها المكانة المنشودة بين دول دول العالم وفي طليعتهم.
والتوجه الرسمي بأفكار جديدة يصنع من الإبل وموروثها العريق ميزة تنافسية اقتصادية تتبنى طموحات ولي العهد الذي يرى أنه بالإمكان إيجاد كل ما هو إيجابي مما يعتقد أنه سلبي، وإذا تم تطبيقه بدقة في هذا المضمار أتوقع أن يضعنا على أعتاب نقلة تطويرية استثمارية، يسعد بها كل محبي وعشاق الإبل وملاكها، تدور في فلك الاقتصاد ومكوناته وتنقلنا من المفهوم المحدود المرتبط بالماضي وذكرياته، إلى واقع يواكب مستجدات العصر واقتصاداته، ويبدو أن الأطروحات العديدة التي من المرجح أن نشهدها في الفترة المقبلة والتي ليس أهمها سباق الإبل أو مزايينها، يبدو أنها ستقفز بجهود الارتقاء بقطاع الإبل والعمل على تطوير عناصره ومكوناته، وقد بدأ الأمر يتبلور ويأخذ اتجاهاً جدياً، إذ شهدت المملكة صفقة وصفت بأنها الأكبر في عالم الإبل وصلت إلى مبلغ 20 مليون ريال بإتمام المجدد عبدالله بن عودة أكبر صفقة إيجار لبعض من فردياته لـ 48 ساعة فقط.
إن الخطوات النوعية المتسارعة التي يقف خلف التخطيط لها الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين رئيس مجلس إدارة نادي الإبل ومؤسس ورئيس مجلس إدارة المنظمة الدولية للإبل تصب في خانة جهود الارتقاء بالقطاع والعمل على تطوير عناصره ومكوناته؛ حيث كان تأسيس المنظمة الدولية للإبل بقيادته، من أجل انطلاقة أكثر جدية مع العديد من الجهات المحلية والدولية ذات العلاقة للتعريف بأنشطة الإبل كموروث ثقافي ذي أبعاد تاريخية عميقة، وتحسين بيئتها ومواقعها ومعيشتها للحفاظ عليها ورعايتها الرعاية المناسبة، والاستفادة من منتجاتها، وإبراز أهميتها الثقافية والحضارية والإنسانية والحياتية والترفيهية والرياضية، بجانب فوائدها الاقتصادية الأخرى وإسهامها في توفير فرص العمل المختلفة ضمن مفهوم الثقافة الوطنية وتعزيز وتنويع أدوارها في مجتمعنا بما يتناسب مع الأدوار القيادية المتميزة لمكانة المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات، والتي يتوقع أن تكون مركزاً وسوقاً واعدة لمثل هذه الصفقات.
** **
@sameeralsayali