غيّر خادم الحرمين الشريفين كثيراً من الأفكار والمفاهيم، وأزال صوراً نمطية كانت ثابتة في الأذهان، وبدّلها إلى مسار آخر، يكاد هذا المجتمع أن يكون قد نساه، فمنذ مئات السنين حدث الانفصال التام بين المجتمع والإعاقة، واختفى الأمير والدكتور والباحث الاجتماعي والمساند، ذلك الذي يضع يداً في مشاريع التنمية والتطور، ويداً أخرى في تحريك الاهتمام عن فئة كاد أن يندثر.
جهود جبارة بذلها الملك الإنساني منذ ثمانينيات القرن الماضي، ساهمت في تثبيت أركان قضايا الإعاقة، ودعم مسيرتها، وجهود سلمان - أيده الله -، نحو الحلم الكبير، فكان سنداً، والعمود الأول لاهتمام ودعم ما أن قام حتى لفت الأنظار، ورسم لنفسه طريقاً موازياً في تعزيز فرص تمكين ودمج أفراد هذه الفئة في المجتمع، فهو صاحب النظرة الثاقبة والأفق الواسع، ذلك الإنسان الذي خاض في بحار الإنسانية والمبادرات الخيرية أكثر من 60 عاماً، وأوصل التسهيل والدمج والتحسين إلى فئة كانت تعيش في طي النسيان، ثم أحال كل شيء إلى إنجازاتهم وفاعليتهم في حركة البناء التي تشهدها المملكة العربية السعودية.
خطوة تلي أخرى، كان ـ أيده الله ـ يخطوها ليجعل من مئات الأبحاث والدراسات والبرامج البحثية في مختلف مجالات الإعاقة وما يرتبط بها كالجوانب الطبية والتربوية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والتقنية منارة للعلم محلياً وعربياً وعالمياً، ولم يكن مستعجلاً، ولم يكن يخلط الإرادة والهدف بالتسرع، فهو لم يكن يبحث عن مجد شخصي، إنه « إنسان ابن إنسان «، ملك ابن ملك، وقائد في وطن أصبح محط أنظار الآخرين، وبخدمته المثالية المعهودة درس، وبإجرائه العمل على بناء قاعدة معلومات عن حجم المشكلة وقضاياها المختلفة وإيجاد وسائل وطرق تشخيصية في مخرجات البحوث وفي أوعية المعلومات العلمية المحكمة وإصدار كتب ونشرات علمية وتوعوية في المجالات ذات الصلة، أثرَت المكتبات وأضافت للإعاقة والإنسانية، وسدَّت نقصاً.
وأطلق صروحاً إنسانية، ونظم مؤتمرات ولقاءات جمعت كل المهتمين، ويكفيه فخراً المشروعات الاستثمارية الخيرية التي تم تدشينها الأسبوع الفائت بمحتواها وقيمتها ومكانتها، لكي يصبح ريعها مساهماً في نسبة من الميزانيات التشغيلية لـ 11 مركزاً متطوراً تخدم ما يزيد على 4 آلاف طفل وطفلة من ذوي الإعاقة في مختلف مناطق المملكة.
هنيئاً لذوي الإعاقة بسلمان، وهنيئاً لهم بتكامل وتفاعل أبناء هذا الوطن المجبولين على الخير، وهنيئاً لهم بكل من أشرف وأنجز وأبدع.