وهيب الوهيبي - الرياض:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية أن المؤسسة تقود جهوداً كبيرة في تعزيز اللغة العربية في المحافل الدولية وذلك عبر العديد من المسارات والتي يتبناها برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في اليونسكو التي كان لها بالغ الأثر في رفع مستوى حضور اللغة العربية وتوفير منافذ لتعليمها لغير الناطقين بها.
وقال سموه بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي نظمته المؤسسة يوم 17 ديسمبر 2021م بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» والمندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية، ووزارة الثقافة، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، أن المؤسسة حرصت على تبني شراكات دولية لخدمة اللغة العربية.
وأشار سموه إلى أن شراكة المؤسسة مع «اليونسكو» كانت مثمرة وأسهمت في إنجاح جهود المؤسسة في التوسع بالشراكات مع المؤسسات التعليمية في أوروبا، تأتي استمرارا لتلك الشراكة بما يوفر البيئة المناسبة والممكنات التعليمية للراغبين في تعلم اللغة العربية من غير الناطقين بها.
وتأتي تلك الجهود انطلاقا من اهتمام المؤسسة وتركيزها على أفضل الخطط والبرامج لخدمة اللغة الغربية، حيث عملت المؤسسة على إبرام العديد من الاتفاقيات مع مؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات تعليمية وأكاديمية وثقافية في العديد من الدول.
وشكلت تلك الجهود دافعا مهما للمهتمين والمختصين الذين وجدوا في تلك البرامج والأنشطة عاملا مشجعا ومهما لدعم وجود اللغة العربية ومساعدة الراغبين في تعلمها.
قصة اليوم العالمي للغة العربية
وتعود قصة اعتماد اليوم العالمي للغة العربية عند زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله إلى باريس عام 2006 عندما تم اقتراح الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ووجد القبول والدعم من سموه، حيث تقدمت بعد ذلك المجموعة العربية في اليونسكو بطلب تنظيمه كل عام بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» وتمت الموافقة عليه بالإجماع من قبل أعضاء المنظمة، وتم تنظيم الاحتفالية الأولى عام 2012 بدعم من برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في اليونسكو، وكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله قد قدم دعما ماليا سخيا بلغ ثلاثة ملايين دولار، وفي عام 2015 اعلن رئيس مجلس أمناء المؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز تبرع المؤسسة بمبلغ خمسة ملايين دولار لبرنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في اليونسكو مما اسهم في التوسع بالاحتفالية وإقامة العديد من المناشط والفعاليات التي تخدم اللغة العربية.
مراكز دعم
وحرصت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية على إيجاد برامج وأنشطة واتفاقيات تؤسس لعمل منظم في مجال دعم اللغة الغربية وتعزيز وجودها في المجتمعات غير الناطقة بها، وتبنت المؤسسة برنامجا توسعيا لتحقيق ذلك يتمثل في التالي:
برنامج سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في اليونسكو
شكل البرنامج الانطلاقة الحقيقية لتفعيل استخدام اللغة العربية في المنظمة ليعطي دفعا جديدا لاستعمال اللغة العربية في المنظمة، سواء عبر الترجمة الفورية أو النصوص أو الحضور الإعلامي عبر شبكة الإنترنت وترجمة التقارير الأممية المهمة وغيرها، ويرعى البرنامج وبصفة دائمة احتفالات المنظمة باليوم العالمي للغة العربية وتقدم الدعم اللازم لها.
وكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله) قد وجه بأن تتبنى مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية برامج متكاملة لخدمة اللغة العربية والتراث العربي تتضمن إبرام عدد من اتفاقيات التعاون مع جامعات ومنظمات عالمية لتنفيذ برامج رائدة تندرج ضمن استراتيجية المؤسسة لدعم التواصل الثقافي بين العرب والمسلمين من جهة والغرب من جهة أخرى وقد حققت تلك البرامج نجاحاً ملموساً منذ انطلاقتها.
المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم «الإيسيسكو»
يهدف لخدمة المؤسسات الثقافية في العالم العربي والإسلامي، ولفتح قنوات للتعاون مع أكاديميات ومراكز بحثية وعلمية وثقافية عالمية.
الموسوعة العربية العالمية: بتوجيه من الأمير سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، صدرت الموسوعة عام 1416هـ الموافق 1996م في (30) مجلداً، بتمويل كامل من مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية.
مركز سلطان بن عبدالعزيز للدراسات العربية والإسلامية
يعد برنامج سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات العربية والإسلامية الذي انطلق عام 1998م بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا - بيركلي بالولايات المتحدة الأمريكية أحد أبرز البرامج التي تسعى لنشر اللغة العربية وتعليمها ويهدف هذا البرنامج إلى توسيع المعرفة بالعالمين العربي والإسلامي أيضا، حيث يتألف البرنامج من خمسة فروع هي برنامج البحوث العامة، وبرنامج الأستاذ الزائر، وطلاب الدراسات العليا، وصندوق تمويل الدراسات العربية (الذي يشمل الثقافة، والتاريخ، والعلوم الاجتماعية ذات الصلة، والمجالات المهنية)، وصندوق المؤتمرات وحيازة الكتب المهمة والمخطوطات النادرة باللغة العربية.
جامعة بولونيا - إيطاليا: وتوسعت مشاريع المؤسسة لدعم اللغة العربية لتشمل القارة الأوروبية فقد تم دعم برنامج بجامعة بولونيا في إيطاليا يعنى بالتعريف بالدين الإسلامي الحنيف والحضارة الإسلامية بالإضافة إلى الدراسات والعلوم العربية والإسلامية لطلاب الجامعة وهو ما شكل منعطفا رئيسا في قضية تعاطي المؤسسات التعليمية هناك مع قضايا وشئون اللغة العربية.
قسم اللغة العربية - جامعة موسكو: تم إنشاء مركز تعليم اللغة العربية بجامعة موسكو للعلاقات الدولية، بأحدث تقنيات تعليم اللغة العربية بما يسمح بتوظيف الوسائط المتعددة في التعليم، وكان المركز فرصة كبيرة لتواصل الأكاديميين والمهتمين بتعليم اللغة العربية من السعوديين والعرب مع نظرائهم الروس من الأكاديميين والباحثين ومن طلاب ومحبي اللغة العربية.
جامعة أكسفورد البريطانية: يُعد برنامج التعاون مع جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة أحد أبرز مجالات العناية والاهتمام بنشر اللغة العربية والتراث العربي والإسلامي ويهدف البرنامج إلى المساهمة في حفظ التراث الثقافي الإسلامي، ودعم الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد، وتخصيص منح للطلاب السعوديين في مجال المتاحف والآثار، وإنشاء صالة عرض للآثار الإسلامية في الجامعة، وإعادة ترميم متحف أشموليان البريطاني.
ملتقى يجمع رؤساء أقسام تعليم اللغة العربية في الجامعات والمعاهد الأوروبية نظمت المؤسسة ملتقى لرؤساء اقسام تعليم اللغة العربية في الجامعات والمعاهد الأوروبية وذلك تزامنا مع فعاليات اليوم العالمي للغة العربية بمنظمة اليونسكو وأوصى المشاركون فيه بضرورة تأليف منهج موحد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بحيث تستفيد منه الأقسام العلمية بالجامعات الأوروبية بشكل خاص ومولت المؤسسة تأليف المنهج الذي تم إعداده متوافقا مع الإطار الأوروبي لتعليم اللغات.