محمد سليمان العنقري
نافذة المنشآت على المجتمع بمختلف أنواعها سواء القطاع العام أو الخاص هي إدارات التواصل أو الإدارات الإعلامية التي تربطها بمختلف وسائل الإعلام والتواصل وتدير حساباتها الموثقة وهي المسؤولة عن رسم هويتها وتسويقها ولها مهام عديدة تسهم في إيصال رسالة هذه المنشآت والمساعدة على تحقيق الأهداف المنشودة لإستراتيجياتها وأعمالها عموماً ولعل الجهات أو المنشآت الاقتصادية تعد من الأبرز في الحاجة الدائمة للتواصل مع المجتمع سواء من المستفيدين من الخدمات أو المستهلكين أو المستثمرين ومع التوسع الهائل والتنوع الكبير بوسائل التواصل باتت الرسائل سلاحاً ذا حدين فبعضها يقدم المعلومة الصحيحة وأخرى يكون لها وقع سلبي يضعف الهدف منها هذا بخلاف ما يتم نشره من حسابات كثيرة تتناقل إشاعات أو تحليلات أو معلومات خاطئة مما يشكل عبئاً واختباراً لإدارات التواصل في الجهات المعنية بما ينشر من أخبار.
إن هذا الإغراق في الساحة اليوم بالمعلومات والتفسيرات والإشاعات مع توجه الجهات أو المنشآت للإعلان عن أخبار أو خطط تهم الفئة المستهدفة يضع تلك الإدارات تحت ضغط كبير يتطلب منها أن تكون ذات قدرات كبيرة وتضم خبرات تختص بكل مرحلة أو نوع من الوسائل فعند انتشار إشاعات أو تحليلات أو معلومات خاطئة هناك خطط ورسائل مختلفة لاحتواء سلبيات هذه الرسائل وعند القيام بحملة لتسويق منتج أو توجه أو قرار أو خطة يوجد أيضاً نهج مختلف وفي الشركات المساهمة العامة على سبيل المثال لا بد أن تصاغ الأخبار الصادرة عنها من قبل مختصين بالتواصل يرصدون الساحة ويقدمون المحتوى المناسب الذي يوضح أخبار الشركة دون أي تفسير خاطئ أو اجتهاد مضر بالمستثمرين ولذلك لا بد أن ترتقي إدارات التواصل للتعامل بحساسية مع ما يقدم من معلومات حتى لا يكون لها تأثير سلبي على قرارات المستثمر إذا كانت غير واضحة حيث يوجد تفاوت بين الشركات في أسلوب بعض إعلاناتها يظهر الفارق في الخبرة والمهنية مما يعني بالضرورة أهمية أن تركز الشركات كافة على أن تكون لديها إدارات تواصل محترفة مع العلم أن هناك نماذج يلتزمون بها صادرة من الجهة الناظمة لعمل السوق تساعدهم في تقديم المعلومات الرئيسية إلا أن الشروحات دائماً تحتاج إلى خبرة عالية في صياغتها وهذا دور يقع على عاتق الشركات وإدارات التواصل فيها وكذلك ينطبق الأمر على أي جهة ذات علاقة في ما هو موضوعنا أي المنشآت والجهات الاقتصادية.
فإذا لم تصل الرسالة كما تستهدف المنشأة فيكون لها وقع سلبي على بعض المتلقين الذين قد يتخذون قرارات خاطئة نتيجة عدم وضوح الرسالة كما أن استخدام الطرق الحديثة في تقديم المعلومة وتبسيطها بات أمراً أساسياً خصوصاً أن الإمكانيات التقنية متوفرة فإدارات التواصل تتطلب فعلاً أن تكون كبيرة من حيث عدد موظفيها وتنوع اختصاصاتهم وأن توفر لها الوسائل التقنية الحديثة كافة والفنيين المؤهلين للعمل عليها ولا يجب أن يقتصر دورهم ببعض المنشآت على النشر فقط بل من الأهمية أن يكونوا مشاركين بالصياغة كما تقوم بذلك جهات رسمية عديدة وشركات كبرى حيث تحظى إدارات التواصل فيها بدعم كبير وبعض الشركات يكون المسؤول عن إدارة التواصل بمسمى نائب الرئيس التنفيذي للتواصل والعلاقات ويتضح أثر هذا الدعم بمهنية الرسائل التي تصدر منها للمجتمع وحتى التصريحات التي يدلي بها رؤساء تلك المنشآت و الشركات تجد لإدارات التواصل بصمتها فيها فهذه مهمتها ودورها وكل منشأة تهمش هذه الإدارة وتكلفها بمهمة إيصال الرسالة فقط تجد لديها ضعفاً بمحتوى الرسالة وتضطر لتصحيح الخطأ بفهمها بعد نشرها أو تجد مجموعات لشركات بقطاع مهم لديها جهاز ينوب عنها بالتواصل مع المجتمع يقدمون رسالتهم بطريقة تقليدية رغم الإمكانيات الواسعة التي يمكن أن يستفيدوا منها لإيصال رسالتهم.
التواصل هو عامل مهم في نجاح المنشآت بالارتباط بعملائهم وإذا ما كانت الرسالة غير واضحة فإن القرار الخاطئ من العميل يترتب عليه تكلفة اقتصادية وبالتالي على الاقتصاد إجمالاً فقد حان الوقت لاهتمام كل منشأة بإدارة التواصل وتوفير كل الاحتياجات المناسبة لعملها مع التدريب والتأهيل الذي يجب أن يمتد مع الكليات الجامعية والمعاهد المتخصصة لتطوير صناعة المحتوى والتواصل مهنياً وتقنياً فمن شأن ذلك دعم الساحة بمعلومات دقيقة تساعد في اتخاذ القرار الصحيح من العميل مما يساهم في دعم التنمية وزيادة الاستثمار الفردي بالاقتصاد.