بتول شبر
لو رجعنا إلى أبرز ما جاء على لسان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالاهتمام بالشأن الاقتصادي في الشرق الأوسط، فإننا نجد إشارة واضحة من سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى اهتمام السعودية بالشأن الاستثماري في البحرين حيث إن العلاقات البحرينية السعودية نموذج يحتذى به محلياً وإقليمياً، تلك العلاقات الثنائية المتميزة منذ الأزل تعد نموذجاً لما ينبغي أن تسلكه مسارات التنسيق والتشاور الدائم، ومن المنتظر أن تشهد تلك العلاقات قوة أكبر خلال الأعوم الـ5 المقبلة، وذلك إذا ما نظرنا إلى تشابه «رؤيتي» البلدين 2030.
تعود العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين إلى الدولة السعودية الأولى «1745- 1818م»، فالدولة السعودية الثانية (1840- 1891م)، وما زالت مستمرة وستستمر على مر التاريخ.
كما أن رؤية ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان 2030؛ تعتبر نظرة مستقبلية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتتوافق مع رؤية مملكة البحرين 2030، ما يؤكد أن المملكتين الشقيقتين تسيران نحو الاتجاه الصحيح.
التشابه بين الرؤيتين أكمل بالإعلان عن إنشاء مجلس التنسيق البحريني السعودي «التكميلي» في العام الماضي حيث إن التشابه بين الرؤيتين تحول إلى واقع أشبه باتخاذ القرارات الواحدة وتوحيد المصير.
المحفظة الاستثمارية السعودية في مملكة البحرين والتي مولت حزمة مشاريع بحرينية بصورة مباشرة بلغت حوالي ملياري ريال سعودي لم يكن الرقم الصعب الوحيد من حجم الارتباط الاقتصادي حيث حجم التبادل التجاري بين البلدين قد فاق 9.4 مليار ريال سعودي حسب الإحصائيات المسجلة لسعودية بإجمالي الصادرات للبحرين والتي تحل المركز الأول بقيمة 6.9 مليار سعودي مقابل ورادات البحرين من السعودية بقيمة 2.4 مليار ريال سعودي بنسبة 40% من صادرات السعودية للبحرين يقابلها 60% من صادرات البحرين للسعودية من حجم التبادل التجاري بين البلدين.
ناهيك عن استثمارات الأفراد ورجال الأعمال السعوديين في نطاق العقاري في البحرين بنسبة 25% على أقل التقديرات.
وقد ضاعف السعوديون إسهاماتهم غير المباشرة في البحرين عبر تنشيط القطاع السياحي بصورة مباشرة حيث إن 80% من السياح القادمين للبحرين هم سعوديو الجنسية، وهذا ما سجله الارتفاع المستمر لعدد السعوديين الذين قد دخلوا عبر منفذ جسر الملك فهد في الشهر الواحد بإحصائيات تفوق 3 ملايين زائر شهرياً ناهيك عن المنفذ الجوي عبر مطار البحرين الدولي.
حيث إن الاقتصاديين يشيرون إلى أرقام تفوق 30 مليار ريال سعودي حجم التبادل التجاري بين البلدين شاملة الإسهام الدولي عبر المحفظة الدولية ومجموع استثمارات الأفراد بالإضافة إلى مساهمات قطاع الصادرات والواردات والقطاع السياحي على المستوى الخاص.
كل هذه الارتباطات والأرقام جاءت متوافقة مع قراءات مستقبلية لاهتمام خاص بمملكة البحرين كجزء من الخطة الاستثمارية لرؤية 2030، حيث إن من الواضح أن استراتيجيات وليي عهد المملكتين متشابهة لحد كبير بإعادة هيكلة الاقتصاد في المملكتين بعيداً عن الموارد النفطية وهي بالتركيز على القطاعات التجارية والصناعية التي تدعم الاستدامة الاقتصادية. وهو ما قيل بصراحة من قبل ولي عهد السعودي عندما سأل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في المنتدى عن كيفية إقناع المستثمرين بالاستثمار في البحرين حيث عبر صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود «دعهم يستثمرون هنا ونحن سوف نستثمر هناك» بإشارة واضحة منه لنية مواصلة الاستثمار ورفع حصة المحفظة السعودية الاستثمارية في البحرين.
وبحصيلة إستراتيجيات السعودية في المنطقة فإن الاستشراف العام للتحسن الاقتصادي بدأنا في قطف ثماره وهو ما نتطلع له كبحرينيين ومهتمين بالقطاع الاقتصادي حيث إن جل آمالنا بمزيد من الدعم والاستثمار من قبل المملكة العربية السعودية في بلدنا كشريك إستراتيجي في الخطة الاقتصادية وهو من مبدأ توحيد المصير والهدف المشترك مع تمنياتنا للمملكة العربية السعودية الشقيقة بمزيد من التطور والتقدم وإدامة الأمن والأمان على الأمة العربية الإسلامية.
** **
سيدة أعمال ومحللة اقتصادية - مملكة البحرين
@Batool_Shubbar
Batyshubbar@gmail.com