سهوب بغدادي
بحسب ما جاء في موقع وزارة الصحة السعودية تعد مشكلة المخدرات في وقتنا الحالي من أكبر المشكلات التي تعاني منها دول العالم التي تسعى جاهدة لمحاربتها؛ لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وما إلى ذلك، فلم تعد هذه المشكلة تقتصر على نوع معين من المخدرات أو فئة عمرية أو اجتماعية والطبقات، لذا تعمل الحكومات والجهات الرسمية على التكاتف فيما يخص كل ما من شأنه أن يمس أفراد المجتمع سلباً بشكل عاجل، من خلال إيجاد مراكز الدعم المتخصصة وتوفير التأهيل والعلاج المناسب لكل حالة بكل سرية. والكلمة الأخيرة يتضح أن البعض لا يأبه بتداعيات الظاهرة، وأتحدث عن ظاهرة سرية الإدمان من خلال محاولة التعتيم على المدمن مرة واثنتين وثلاثاً، حتى وإن تكرر الوضع، إن ما دفعني لذكر هذا الأمر هو تخبط آراء القائمين على علاج المدمن، إذ طالب بعض الأطباء المختصين بعلاج الإدمان أن يبقوا على سجل المدمن سراً وإن طال الزمن وفترة التعاطي وتكرارها، في المقابل تساءل البعض عن الصلاحيات التي يفتقر لها الممارس الصحي في توجيه الحالات إلى جهات مختصة لمحاسبة المدمن، وخصوصاً أن التعاطي سبب رئيس في حوادث السيارات والجرائم، فلماذا لا يكون هناك آلية بين الجهات الأمنية والمرور والأطباء ويتم توجيه المدمن وفقاً لفعله، فمن تكرر منه فعل القيادة تحت تأثير الكحول يتم تحويله إلى العيادة المختصة أو المراكز الداعمة وإن تكرر الفعل يتم مصادرة رخصته! إن ما أرمي له ليس دعوة للتشهير، بل تقليل الضرر على الناس وحماية المدمن والآخرين منه، لقد ذكر الأطباء وبخاصة أطباء الطوارئ أن الحالات تتكرر لحوادث سير من ذات الشخص المدمن في حين يفتقد الطبيب للصلاحيات التي تمكّنه من التحرّك الفعّال نحو هذا الموضوع. إن الأمر محزن فعلاً باعتبار أن المجتمع يعيش حالة من الإنكار، فلا يصدق الفرد أن هناك نسباً كبيرة من المتعاطين، وإن كانت الأرقام تشير إلى ذلك، بسبب عدم وجود آلية واضحة للتعامل مع الظاهرة حال التعرّض لها في المواطن المحتملة، وفي حال التحفظ على الحالات والأرقام ستكون مخرجات الأبحاث المعنية بالظاهرة شحيحة وليست ذات فائدة تُذكر، فهي حلقة مفرغة، لذا أدعو الجهات المعنية أن تكثف جهودها لإيجاد آلية متبادلة وفعَّالة فيما بينها للحد من انتشار هذه الآفة، مما لا شك فيه أن تجارة الممنوعات والمخدرات أصبحت متفشية في وقتنا الحال، علاوةً على تجلي عمليات استهداف المملكة والمواطنين من قبل الجهات الخارجية المعادية، حيث أبانت الصحف المحلية أن الجهات الحكومية أحبطت ما يزيد عن 30 مليون قرص مخدر كانت في طريقها إلى منافذ المملكة. حمانا الله وإياكم.