د.عبدالعزيز الجار الله
المقذوفات التي أطلقت من صعدة في اليمن يوم الجمعة الماضي على مناطقنا المدنية، تؤكد ضرورة تحييد صعدة من حرب اليمن بإسكات سلاحها البري والجوي وجعلها منطقة منزوعة السلاح، لأن صعدة واقعة في موقع استراتيجي أعلى مرتفعات جبال السروات، وهي امتداد طبيعي لمرافعات السروات السعودية، مما يجعلها تطل على المناطق السعودية الثلاث: منطقة جازان، ومنطقة نجران، ومنطق عسير. تطل على مرتفعاتنا والتهامة المنخفضة وساحل البحر الأحمر على النحو التالي:
- منطقة جازان واقعة غرب صعدة، وتهدد المقذوفات المدن والقرى الحدودية والمدن الساحلية، ومنها: الدرب، والشقيق، وبيش، وصبيا، وجيزان، وأبوعريش، وأحد المسارحة، وصامطة.
- منطقة عسير واقعة شمال غرب صعدة، تهدد المقذوفات مدن أبها، وخميس مشيط، وظهران الجنوب، وسراة عبيدة.
- منطقة نجران تقع شمال شرق صعدة، تهدد المقذوفات مدن ومراكز داخل الأودية منها نجران، وحبونا، ويدمة، والقرى الحدودية.
تشكل صعدة وهي المدينة اليمنية الواقعة في مرتفعات اليمن الغربية وقريبة جداً من خط الحدود السعودي اليمني خطراً كبيراً على الأراضي السعودية كونها ملاصقة لحدنا الجنوبي الغربي، وتطل على مناطقنا الجنوبية، وواقعة على شكل رأس مثلث يهدد المناطق الجنوبية، لذا سيستمر الخطر إذا لم تكن صعدة منزوعة السلاح، وهذا يتطلب إخماد صوتها وإخراجها من المعركة بأسرع وقت، وصعدة إلى جانب أنها في موقع استراتيجي فهي مركز للجماعة الحوثية، وكانت من البؤر الخطرة جداً قبالة الحدود السعودية، ومن خلالها يتم تهريب المتسللين والإرهابيين وتجارة المخدرات والسلاح، عبر الجبال، والأودية، ومناطق التهامة، وممرات الهضاب، والسهول الساحلية للبحر الأحمر.
إذن صعدة عبر التاريخ الطويل فإنها تشكل الخطر الكبير على حدودنا، فقد حاولت إيران والحكومات اليمنية السابقة المعادية لنا أن تجعلها رأس الحرب في كل المواجهات، لذا لا بد من تحييد صعدة ونزع سلاحها وإخراج المتطرفين والإرهابيين منها، وأن تكون متعددة التركيبات السكانية والمذهبية.