عثمان بن حمد أباالخيل
التسامح في اللغة أصله: سَمَحَ، وهو مفهومٌ يعني العفو عند المقدرة؛ وعدم رد الإساءة بالإساءة؛ والترفع عن الصغائر؛ والسمو بالنفس إلى مرتبة أخلاقية عالية. التسامح في الإسلام يعني نسيان إساءة الماضي بكامل إرادتنا نحن بشر فكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون. التسامح ليس تنازلاً عن الحقوق بالذل والمهانة، بل هو نابع من صفاء القلوب والعطف والرحمة والتعاطف والحنان، التسامح هو التماس العذر للمخطئ، والبحث عن أسباب هذا الخطأ وإعانته على تصحيح ما قام به. (التسامح هو أكبر مراتب القوة، وحب الانتقام هو أول مظاهر الضعف) نجيب محفوظ. مشاعر الإنسان المتسامح هي مشاعر نابعة من القلب وهدفها الألفة والمحبة. التسامح سمة الناس الكبار وأصحاب الخُلق الرفيع والقلوب الكبيرة وكم من متسامح نام وهو قرير العين مرتاح الضمير أراح قلبه وسلَّمه من آفات لو دخلت أو بقيت لأصابه منها التعب والتلف. (احذر من رجل ضربته ولم يرد لك الضربة فهو لن يسامحك ولن يدعك تسامح نفسك) جورج برنارد شو.
لا داعي لتسجيل الأخطاء التي يقوم بها الغير في حقنا، الخلافات تحدث في جميع تفاصيل حياة الإنسان وهي على درجات متفاوتة، قد تكون هذه الخلافات أسرية، وقد تكون في نطاق العمل، وقد تكون بين الأصدقاء فلا داعي لشحن العداء وكن سهلاً ليناً متغاضياً غير ملح ومتابع للأخطاء إن التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله -عزّ وجلّ- وبينها لنا رسولنا الكريم، فالتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم. الإنسان الذي يصر على عدم التسامح سوف يشعر بالمشاعر السلبية التي تقلل من السعادة. عن جرير بن عبد الله قال: قال صلى الله عليه وسلم: (من لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ، ومن لا يَغفِرْ لا يُغْفَرْ له).
قال الإمام الشافعي -رحمه الله (وعاشر بمعروف وسامِحْ من اعتدى *** ودافع ولكن بالتي هي أحسن). مؤلم أنْ يرد الإنسان غير المسامح بالانتقام وإلحاق الأذى اللفظي، سامح نفسك أيها الإنسان على أنك في يوم من الأيام كنت شخصاً سلبياً وغضوباً وغير متسامح وألحقت الأذى الذي يبقى طول الزمن وربما تتناقله الأجيال من بعدك، ألا تعلم أنّ التسامح سمة الإنسان صاحب الخُلق الرفيع والقلب الكبير الرحوم. جميل جداً أن التسامح الاجتماعي يتضمن العيش بسلام مع الآخرين بدون مشاكل وتقبل أفكارهم وممارساتهم التي قد تختلف معها في المجتمع. حين يحل التسامح يحل معه السلام والمحبة بين الناس. الإنسان المُتسامح يملك الوعي والإيمان بنفسه ولا يمكن أن يهز ما بدخله من قيم إنسانية. التسامح يحمي الإنسان من الأزمات النفسية والمشكلات ويعيش في سعادة ورضا بعيداً عن الكدر وضيق الصدر. تذوق لذة التسامح، وأن تُذيق الآخرين حلاوتها أيها الإنسان المتسامح. همسة: (بدون التسامح تصبح الحياة مرة المذاق بطعم العلقم).