عبد الرحمن بن محمد السدحان
(1) الحاضر والقادمُ.. أجْملُ لإدارتنا!
«تقويمُ الإدارة وتصحيحُ بعض مساراتها هو أحد عناوين المرحلة الراهنة التي يشهدها هذا العهد الزاهر في بلادنا. أقول هذا زهوًا وافتخارًا بما تشهده الإدارة العامة في بلادنا مما أُسميه مخاض التطوير والتحديث أملاً فيما هو أفضل للبلاد والعباد! هذا لا يهمّش الحقيقة بأن بلادنا شهدت فيما سلف من سنين مبادراتٍ مباركةً في هذا الصوب ولذات الغاية.
* * *
«لقد كان عبءُ إصلاح الإدارة وما برح ثقيلاً تلاؤمًا مع ثقل الآمال والطموحات في هذا السبيل، والواقع المشهودُ يروي حجْمَ الجهود المخلصة والنوايا السوية التي تبشّرُ بخير وإنجاز إداري عميم. بل أُوقِنُ أن الآمال معقودة بإذن الله وقدرته على نتائج التأهيل الحالي والقادم للإدارة في بلادنا ليكتمل بذلك الحلمُ المنشود بمستقبل أقوى وأغنى للإدارة العامة. وما ذاك على الله ببعيد ولا عسير.
* * *
(2) بوحٌ مخلص أمين
«أتساءل بإحساس مخلص وصادق هل فَسدت الذمم وبارت النوايا حين نسمع أو نقرأ عن (حرب) سجال تمور بها الأفواه والأقلام بين فئتين من البشَر اختصمتا بسبب فقفة المال أو سطوة الرأي أو شهوة السلطة، وكل فئة تحاول فرض سطوتها، فتمطر الفئة الأخرى سَعيرًا من نار تقتل بها وتجرح وترمّل وتيتّم وتشرّد! لا ترحم عبرة طفل ولا كبرياء شيخ ولا عفاف امرأة. ثم تحيل ما بناه الإنسانُ في سنين أطلالاً يتردّدُ في أحشائها شهيقُ الرياح!
* * *
«وأتساءلُ أيضًا: إلامَ يلجأُ العقلُ والبدنُ هَرَبًا من (سياق) الأخبار التي لا تُسَلِّي ولا تسُرّ؟! إلامَ تغرّدُ الروحُ التماسًا للسكينة إذا كانت أنباءُ الخطوب والجرائم والفتن تلاحق سكانَ هذا الكوكب في ساعة من ليل أو نهار؟! ما هو البديل لـ(جرعات) المرض النفسي التي تنثرها بعض أبواق الرعب مَرْئيةً أو مسموعةً.. متدثرةً برداء الفنّ أو الثقافة أو الإعلام؟!
* * *
«ما الحلُّ إذن؟
«لا أملك مفتاحَ الحل (لهوامّ) الخوف والجزع آنفة الذكر. ورغم ذلك، سأمضي أحلمُ بيومٍ تُتْلى فيه نشرات الأخبار في عالمنا المعاصر لم تلطّخها دماءُ أبرياء ولا صيحات جَرْحى ولا بكاء مساكينَ عُزّل! بل تتحدّثُ عن فرح بإنجازٍ جديد للإنسان تُنْسِيه أمسَهُ المشوّه بالحزن الذي كان!
* * *
«وبمدلول آخر، أتمنّى أن أحلمَ بلحظة فرح يبرم فيها الإنسان «وثيقةَ مصَالحة وسلام» مع نفسه، فلا يَقْتل ولا يسرق ولا يجرح ولا يُجرّم بلسانه أو بيده، لحظتئذٍ، سيرفع الإنسان وردةً بيضاء انتصارًا لنفسه.. على نفسه!