عبدالرحمن التويجري - بريدة:
شدَّد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم على أهمية الضوابط والأنظمة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً في المحتوى الداخلي للوطن، مؤكداً سموه أن المحتوى الرقمي هو مقياس لفكر وعقلية الناشر، وهو وصف دقيق له، وهناك أصحاب محتوى متميزين يشرّفون دينهم ووطنهم.
جاء ذلك، خلال الجلسة الأسبوعية لسموه والتي أقيمت في قصر التوحيد بمدينة بريدة بعنوان: «صناعة المحتوى وأهميته في الإعلام الجديد» والتي ألقاها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمود العناد القاضب، بحضور وكلاء الإمارة والمشايخ وعدد من المسؤولين والمتخصصين بالمنطقة.
وأكد سموه أن العالم تحول من قرية صغيرة ليصبح غرفة صغيرة، واصفاً سموه ما يتم نشره بمواقع التواصل الاجتماعي بأنه سوف يتأثر به العاقل والجاهل، وبدأت تلك الوسائل تصدر لنا محتويات إعلامية مؤلمة وخاصة بما يبث من خارج الوطن، مؤكداً أن هناك مسؤولية على مستخدمي التواصل الاجتماعي عن ما يقدمه سواء كان داخل أو خارج الوطن ويتحمّلون المسؤولية ثواباً أم عقاباً، مشيراً إلى أن لها تأثيراً على الأسر وتتسبب في تفككها، مضيفاً سموه أن بلادنا لديها قدسية يجب أن نمثّلها بالشكل الذي يليق بها، ولا يتوقع كل من يختفي بأسماء مستعارة بأنه لن تطوله يد الدولة وهذا في غاية الأهمية التي يجب يعلم عنها الجميع، متسائلاً سموه عن المحتوى الذي ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي هل يمثّل الرأي العام؟!
وبيّن سموه أن إمارة المنطقة ممثلةً ببرنامج تعزيز الأمن الفكري أطلقت جائزة لصناعة المحتوى الرقمي، متطلعاً سموه إلى أن تحدث هذه الجائزة نقلة إيجابية لصناعة المحتوى وتحفيز المتميزين.
وأشاد سمو أمير القصيم بما قدمه الدكتور عبدالرحمن العناد لخارطة الطريق في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، موضحاً سموه أن تردد البعض في المشاركة في الجوانب السلبية، يعود إلى خشيتهم من تعرضهم للإساءة، مطالبا سموه باستحضار الجانب الإيجابي للحد من السلبية والابتعاد عن تناقل الشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي، ويضيف سموه: بأن كل من يحمل جوال يحمل وزارة إعلام في جيبه، لذلك لا بد من استقاء الخبر الصحيح من المصادر الرسمية، والابتعاد عن تناقل الإشاعات.
وقال سموه: كثير من مستخدمي التواصل الاجتماعي يطلق الحديث على عواهنه وهذا يغفل عنه كثير من الناس، متمنياً من الجهات المعنية أن يكون لديها تشديد بالضوابط والأنظمة على مستخدمي التواصل الاجتماعي من خلال عدم السماح لهم بالنشر إلا بعد تراخيص نظامية لضبط صناعة المحتوى الداخلي في البلاد.
وأبدى سمو أمير القصيم استياءه من أصحاب المحتوى الهابط الذي يتنافى مع العقيدة والثوابت والعادات والتقاليد، مطالباً أصحابها بتقوى الله فيما ينشرونه وتحمّلهم وزر من يتأثر به.
من جانبه، أعرب الأستاذ الدكتور عبدالرحمن العناد، عن شكره لسمو أمير القصيم، على إتاحة الفرص له للمشاركة بهذه المناسبة مباركاً إطلاق جائزة قدوة، وتحدث عن صناعة المحتوى وأهميته البالغة كونه من مواضيع الساعة وأخذ اهتماماً في كثير من القطاعات، كون مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بازدياد، وسقف حرية التعبير مرتفع جداً، بل يكاد لا حدود له في هذا العالم، وتنوّع الجماهير المستخدمة لهذه الوسائل وأن الخاصية المشتركة الوحيدة التركيز على جيل الشباب، وألا يترك هذا العالم لهذا الجيل وإنما يتوجب على الآباء والأجداد المشاركة لحماية عقول النشء.
وذكر العناد أن هناك إفراطاً كبيراً في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تدفع الاستغراب إلى إيحاء أن وسائل التواصل تستحوذ على جميع أوقاتهم، ويلحظ المتابع سطحية غالبية المشاركات التي تكون منخفضة القيمة والأثر، والتركيز على الجوانب السلبية والنقد وتضخيمها لدى المجتمع، والتشكيك بمؤسسات الدولة وترويج الشائعات.
وأشار إلى أن الضبط القانوني والملاحقة القانونية سواء من قبل مؤسسات الدولة أو الأفراد ساهم في الحد من سلبية التواصل الاجتماعي، ولفت إلى أن النخب التي كانت تقود الرأي العام سابقاً اختفت وظهرت بديلاً عنها نجوم يقودون الرأي العام، وهذا ينطبق على جميع دول العالم.