سلمان بن محمد العُمري
القرار الذي صدر بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- بمنح الجنسية السعودية لخطاط المصحف الشريف الشيخ الدكتور عثمان طه هو تقدير مستحق لشخصية أمضت ما يزيد على الستين عاماً في خدمة القرآن الكريم، وهو تقدير وتكريم لأهل القرآن عامة قبل أن يكون تكريماً للشيخ عثمان طه.
وفي اتصال هاتفي مع الشيخ الدكتور عثمان طه خطاط المصحف الشريف هنأته بحصوله على الجنسية السعودية، وتحقق أمنيته في أن يعيش بقية حياته بالمدينة المنورة، بعد أن تحققت أمنيته الأولى بكتابة القرآن الكريم، وقال الشيخ عثمان طه: إنه تلقى خبر حصوله على الجنسية السعودية بمزيد من الفخر والاعتزاز، ونسأل الله العلي القدير أن يتمم على خير بحول الله وقوته.
لقد كنت ممن طالب منذ عدة سنوات بتكريم شيخ الخطاطين بالجنسية السعودية، وتحقق الحلم على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وشمول عطفه وإحسانه وكرمه بمنح الجنسية السعودية لعميد خطاطي المصحف الشريف في العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عثمان طه، وهو ممن شرفه الله سبحانه وتعالى بخط المصحف ما يزيد على نصف قرن من الزمان، وأكرمه الله -عز وجل- بسكنى المدينة المنورة، والعمل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف منذ إنشائه؛ ليكون كاتباً لمصاحف المدينة، وهذا العمل الأخير يزيد على خمسة وثلاثين عاماً حصل له من الخير الشيء الكثير؛ ذلك أن نتاج المجمع فهد لطباعة المصحف قد قارب الثلاثمائة مليون نسخة من المصاحف والتراجم، وهذه الإصدارات معظم أسسها من خط الشيخ عثمان طه، وكم من مسلم سيقرأ من هذه المصاحف مرات عديدة.
وخادم الحرمين الشريفين وخادم القرآن الكريم والسنة النبوية سلمان بن عبد العزيز هو الحريص كل الحرص على رعاية القرآن الكريم وأهله، ولا غرابة في ذلك فهو ملك الوفاء ووفي مع كل مخلص محب للدين والوطن، والمملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه- وهي تحتضن العلماء والمفكرين والمبرزين في شتى العلوم والمعارف، وتكرمهم وتضعهم بالمكانة اللائقة بهم، وملكنا سلمان بن عبد العزيز يسير على نهج والده وإخوته -رحمهم الله- في الوفاء والعدل والإحسان، وبصمات الملك سلمان واضحة في خدمة القرآن الكريم وأهله والقائمين عليه تسجّل بمداد من ذهب، ويشهد بها القاصي والداني، وأن أهل القرآن وأبناء الأمة الإسلامية ابتهجوا وسروا بتكريم خطاط مصحف المدينة النبوية الشيخ د. عثمان طه بمنحه الجنسية السعودية تقديراً لما قدّمه للقرآن الكريم لأكثر من نصف قرن.
وبفضل من الله -عز وجل- كان "لأسرة العُمري" الشرف بتكريم الشيخ عثمان طه في مدينة الرياض، وبحضور بعض أئمة المسجد الحرام، وكوكبة من أساتذة القرآن الكريم، وطلبة العلم، وجمع من أفراد الأسرة العُمرية، ومحبي الشيخ عثمان طه الذي تحدث عن مسيرته العطرة في كتابة القرآن الكريم، وبعض من المواقف والذكريات التي مرت به في عمله الجميل الرائع المتميز عند كتابته للمصحف الشريف.
أسأل الله -عز وجل- أن يجزي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء على تقديرهم للقرآن الكريم وأهله، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والإيمان والرخاء والاطمئنان، وأن يوفق الشيخ عثمان طه لأداء رسالته العظيمة في خدمة القرآن الكريم في مهبط الوحي ومهد الرسالة بلدنا الغالي المملكة العربية السعودية.