الغيبة ومجالسة المغتابين
* ما توجيهكم لمن يجلسون في مجالس يتسامرون على الغيبة؟ وهل تجوز مجالستهم؟
- لا تجوز مجالستهم؛ لأن الغيبة محرمة بالكتاب والسنة وإجماع أهل العلم؛ فلا يجوز الاجتماع على محرَّم. ولحوم المسلمين حفرةٌ من حفر النار كما قال أهل العلم. والغيبة شأنها عظيم، وأشد منها النميمة، لكن الغيبة مُثِّلَتْ في القرآن وشُبِّهَتْ بأمر بشع {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} [الحجرات: 12] فأكل لحوم الناس من هذا الباب، وهي محرمة بالاتفاق، ولا يجوز الاجتماع عليها، ولا كتابتها وتداولها بالوسائل المختلفة. والكتابة أشد؛ لأنها تبقى، ولكن مَن حضر مِن أجل أن يُنكِر، وأن يَدفع عن عرضِ أخيه فلا شك أنه مُثاب.
* * * *
حلف الإنسان بحياته.. وقول: (لعمري)
* هل يجوز للإنسان أن يحلف بحياته؟ وما حكم قول: (لعمري)؟
- لا يجوز للإنسان أن يحلف بغير الله -جل وعلا- "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"
[الترمذي: 1535]، وهذا من الشرك الأصغر عند أهل العلم إلا إذا نوى بحلفه تعظيم المحلوف به كتعظيم الله -جل وعلا-، وحينئذٍ يكون شركًا أكبر -نسأل الله السلامة والعافية-. وفي حديث عمر -رضي الله عنه- قال: سمعني النبي -عليه الصلاة والسلام- وأنا أحلف بأبي فنادى في الناس: "ألَّا تحلفوا بآبائكم، مَن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت" [البخاري: 6646 / ومسند أحمد: 241].
وأما قول: (لعمري) فهذا ليس بيمين وإنما موطِّئَة لقسم محذوف؛ لأن اللام ليست من حروف القسم، وقد جاء بها بعض النصوص ولا شيء فيها.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-