د. صالح بن سعد اللحيدان
الفرس أمة من الأمم كأمة الروم وأمة العرب، وما سوى ذلك، ومن باب تأصيل القول في حقيقة الطرح النوعي والنظر العرقي والظرف المكاني أحببت تجلية النظر حيال ما قد وقع ويقع فيه بعض العلماء والباحثين المعاصرين من الظن الراسخ أن الفرس ليست إلا كامنة في نوع واحد وبلد واحد ولغة واحدة.
من هنا ومن خلال الطرح الاسنادي وتتبع الأصول والمعطيات فيما يتعلق بالنسب والعرق، فإن الفرس وصف لأجناس متعددة وأعراق متعددة كذلك، خلافاً لمن خال أن الفرس إنما يقطنون إيران فقط.
إيران لفظ مستحدث وإنما اشتق من اسم أريا كذلك جاء في بعض المصادر، فأري بلد أو إقليم ليس إلا يقطنه جزء قليل من الأمة الفارسية وليسوا هم كل الفرس، ولأدلل على هذا فإن هناك بلداناً أخرى من الفرس لا علاقة لها شروى نقير بإيران لكنهم من الفرس مثل:
أرمينية، الأهواز، أذربيجان، ميديا، كرمان، همذان، واردلان، ميسان، خراسان، أصفهان، بلخ، خوارزم، سجستان، كردستان وغيرها لا يتسع المقام لذكرها وان كانت بعضها من إيران لكنها ليست منها بحال.
ويمكن القول إن السند ضرورة قاطعة لمعرفة الحق على ناهضة بينة من سبيل ظاهر بين مبين، ولكي تتم بعاجل من القول حقيقة هذا فإنني أبين بعضاً من المصادر لينظر إليها العلماء والمحققون وكثير منهم أنحو عليه باللائمة فخذ مثلاً:
معجم البلدان م 7 412
الطبري 1 476
ابن الأثير 1 100
اليعقوبي 1 128
ابن خلدون 2 167
المسالك والممالك 154
وكذا ما دونه محمود بن شيت خطاب حينما تحدث عن بلاد الفرس في كلام جيد في سفر مستقل.. ولعلي أوصي الهيئات العلمية والمجالس العلمية والباحثين بضرورة الأسانيد الموصلة لحقيقة المراد لا مجرد البحث الاستقرائي الخالي من التثبت السندي والذي لولاه لقال من شاء ما شاء ولكتب من شاء ما شاء .