«الجزيرة الثقافية» - جابر محمد مدخلي:
منذ حضور الرواية الخليجية ونحن نقرأها؛ لنرى كيف عاش خليجنا والأبطال الذين مارسوا فيه بطولاتهم وشجاعاتهم وانتصاراتهم عبر أعالي البحار وفي مواجهة المجاورين من محاربين أو غزاة أو مهاجرين لأمان البر بعد البحر، والرمل بعد الماء.
وبالعودة إلى الميراث السردي الكبير الذي اقتطعه الخليج من أرض السرد العربية يمكننا تكوين مرآة واحدة لننظر فيها بتحديق مبهج، وتأصيل متزامن مع قفزة هذا النوع الأدبي الذي خرج من الصحراء على ظهر جملٍ قويٍ همّه بلوغ البحر للإقلاع عبر أمواج البحر العاتية التي أكرمته بعد ذلك بما يمدّها إليه بالرفاهية، والاستقرار ذهنيًا وإبداعيًا وكتابيًا ليرجع من رحلته البحرية حاملًا زيته الأسود داهنًا به أفكاره شاكرًا وحامدًا لربه أن كوّن داخله كل هذه الحكايات ليخرجها وينهض بها، ويخرج بها إلى أعالي المحيطات متجاوزًا مساحته، وبلده الخاص إلى الأكوان الفسيحة حتى تأكد بأن روايته الخليجية دخلت كل بيتٍ عربيٍ، وترجمتها كل أقطار الدنيا لتضعنا اليوم أمام مفترقات لتساؤلات مهمّة كيف استطاع الرمل الخليجي أن يجفف المياه أمامه ويختصر برواياته وعوالمها المتعددة ويخوض بأبطاله غمار المحيطات ويجلس متربعًا على عرش السرديات العربي باقتدار وامتياز وتأثير. ولكي نستعيد مسار تأثيث عرش الرواية الخليجية السردي كان علينا أن نستطلع رؤى نقّاد عاصروا هذه الرحلة السردية، وآخرين نهضوا معها، أو درسوها وحللوها باهتمام متصل، ورأت «الثقافية» أن تطرحها تساؤلات مؤرقة حول هذا الجانب: برأيكم من أين بدأت الرواية الخليجية الحديثة؟ وهل استطاعت بالفعل إرساء قواعدها في أرض السرد العربية؟ ثم ما الروايات التي أوصلت الرواية الخليجية الحديثة لوضع أوزارها الإبداعية بالرواية العربية والعالمية؟ وحول هذا التحقيق ردّ الأديب والناقد المعاصر محمد صالح الشنطي الذي يعد أبرز من كتب حول الرواية الخليجية وأول من تناول الرواية السعودية بدراساته، ونقده، وترشيده الفاحص لهذا المُنتج السردي، قائلًا «الرواية الخليجية تعبير إقليمي ينسب الرواية إلى منطقة جغرافية بعينها هي منطقة الخليج العربي بدولها العربية الست، وهذه المنطقة جزء من فضاء له هويته الموحدّة لغة وتراثا ومعتقدا، ولكن ثمة ما يترتب على هذا التصنيف المكاني ويتمثل في البيئة الاجتماعية والاقتصادية والمناخية والعلاقات، وما إلى ذلك، والدراسات الإقليمية ليست جديدة في الأدب العربي، فمدرسة (الأمناء) وعلى رأسها أمين الخولي أسّست لهذا النوع من الدراسة في كتابه (في الأدب المصري) وتبعه تلامذته، وخصوصا الدكتورة نعمات أحمد فؤاد، وكان السند العلمي والفلسفي لهذا التوجه في الدراسات الإنسانية العالم الشهير (جمال حدان) من هنا كانت مشروعية السؤال، فضلا عن أن منطقة الخليج العربي لها خصوصيّتها البيئية التي يتمازج فيها المناخ الصحراوي والبحري بما ينطويان عليه من تراسل أفضى إلى التأثير في المزاج الإبداعي في هذا الجزء من الوطن العربي.
ولما كان السؤال مرتبطا بالرواية فإن مسوغاً آخر يضاف إلى ما سبق، فالرواية بوصفها فناً سردياً من شأنها أن ترتبط على نحو وثيق بهذه المكوّنات البيئيّة والإنسانيّة، فهي تلامس بشكل حميم طبائع البشر ومشكلاتهم وعلاقاتهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية.
من الطبيعي أن تكون المملكة العربية السعودية رائدة في إطار الرواية الخارجية، فهي الأكبر بين دول الخليج بل الأشمل مساحةً وموقعاً ومكانةً بما تضمّه من مناطق شاسعة تمثل مختلف التضاريس والمناخات والبيئات الاجتماعية، والأوفر في ثروتها البشرية والاقتصادية والثقافية؛ إذ تشتمل على أعلب مساحة الجزيرة العربية مهبط الوحي ومنبع الديانة السماوية الخاتم؛ وكل ذلك لا يحتاج إلى بيان، فصلاتها الثقافية ممتدّة، وعلاقاتها بمختلف أرجاء المعنمورة لا تنقطع، ومن الطبيعي أن تكون نشأة الرواية الخليجية فيها منذ أن نشر عبدالقدوس الأنصاري روايته الشهيرة (التوأمان) ولكن الرواية الحديثة كانت تالية لمرحلة الريادة في ثلاثينيات القرن الماضي التي تمثلها هذه الرواية مع غيرها من الروايات (فكرة) للسباعي و(البعث) للمغربي في مرحلة الريادة، ولكن وفق المصطلحات الحديثة لتطوّر الرواية العربية – كما صنّفها شكري عزيز ماضي في كتابه أنماط الرواية العربية – تتمثل في ثلاثة أنواع: الرواية التقليدية والرواية الحديثة والرواية الجديدة، والروايات الأولى التي أشرت إليها، والأعمال الأولى التي تماثلها في كثير من بلدان الخليج وفي الكويت وغيرها، مثل روايات فرحان راشد فرحان وصبيحة المشاري وعبد الله خلف ونورة السداني التي بدأت تنتشر منذ عام 1948، وقد تأثرت المرحلة الأولى من مراحل الرواية الخليجية في بعض أرجائها من التراث الشفوي الذي كان سائدا في بيئاتها الصحراوية والبحرية والجبلية، كما في روايات عبد الله الطائي (الشراع الكبير) و(ملائكة الجبل الأخضر) كما أشار إلى ذلك بعض النقاد خصوصا الناقد المغاربي بوشعيرة، وفي مرحلة تالية انعتقت الرواية الخليجية من ذلك الإرث، كما يتضح في روايات حامد دمنهوري، وفي روايات إبراهيم الناصر، ثم روايات طالب الرفاعي ورواية حسن الشيخ (النوارس)».
وأما عن الرواية الخليجية الحديثة فقد أشاد بها وأضاف: «لقد لامست سقف الأعمال الروائية العربية المشهورة لدى نجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهما، مثل (خماسية مدن الملح) لعبد الرحمن منيف، وكذلك ثلاثية (أرض السواد) وروايات تركي الحمد، وأعمال إسماعيل فهد إسماعيل وروايات ليلى العثمان، وتبدّت معالم الرواية القصيرة التي عُدّت ظاهرة جديدة في الرواية بشكل عام، فتقاطعت مع الروايات العربية لدى روائيين نالوا شهرة كبيرة، مثل رواية (اللص والكلاب) لنجيب محفوظ وروايات غسان كنفاني (رجال في الشمس) ومنها روايات ليلى الجهني ورواية (البحريات) لأميمة الخميس ورواية (ريحانة) للروائية الإماراتية ميسون صقر و(مناحات) للروائية العمانية جوخة الحارثي و(ثمن الشيكولاتة) لبشائر محمد و(فتاة البسكويت) لزينب البحريني».
وفي ختام مداخلته أكد على الحضور النسائي السخي بالرواية الخليجية قائلًا: أسهمت الكاتبة الخليجية في تطوير الرواية وتأكيد وجودها على مستوى الرواية العربية وتجديد شعريّتها، خصوصا لدى رجاء عالم ورجاء الصانع في روايتهما الشهيرة (بنات الرياض)
وقد بلغت الرواية الخليجية ذروة تألقها منذ التسعينيات بالأعمال الجديدة المتميزة لغازي القصيبي (رحمه الله) الذي قدم باقة من الأعمال الروائية الجديدة في تقنياتها التي تراوحت ما بين استلهام السيرة الذاتية في (شقة الحرية) والأعمال التجريبية في (العصفورية) وغيرهما من أعماله الروائية العديدة، وكذلك أعمال عبده خال التي فازت في جائزة البوكر وشكلت معلما مهما في تطور الرواية الخليجية، وكذلك يوسف المحيميد وغيرهم مما لا يتسع لذكرهم المجال».
وأما أستاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة القصيم الأستاذ الدكتور أحمد صالح الطامي:
فقد كانت له وجهة نظر حول طرح «الثقافية» قائلًا: «إننا لا نستطيع تحديد رواية بعينها أو حتى روايات معينة لتأريخ مرحلة بداية الرواية الخليجية الحديثة؛ لكن العقد الأخير من القرن العشرين شهد بداية مرحلة تشكُّل الرواية الخليجية الحديثة من حيث النضج الفني والرؤية وبداية غزارة الإنتاج. تجاوزت الرواية الخليج منذ ثلاثة عقود مرحلة التجربة المتواضعة والتقليد والتحفظ وانطلقت في فضاء العالم الواقعي والسحري والرومانسي. وأصبحت تنافس شقيقتها الرواية العربية في كل أبعاد العمل الروائي.
وفي الوقت نفسه، ثمة تحفظ كبير على شريحة من الإنتاج الكتابي المصنف على أنه رواية وهو في الواقع أقرب إلى المذكرات أو الخواطر القصصية التي تفتقر إلى قواعد كتابة الرواية المتعارف عليها نقديا. وهذا بسبب الاستعجال بالنشر. كثير من الكتاب الشباب يكتب روايته وينشرها وهو لم يقرأ ويستوعب أهم التجارب الروائية العربية والعالمية ولم يصقل لغته ولا أسلوبه فظهرت أعمال غير ناضجة تصنف على أنها رواية وهي مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية، فضلا عن قواعد وأسس كتابة الرواية».
وحول قدرة الرواية الخليجية على إرساء قواعدها في أرض السرد العربية أكدّ أهمية سؤال الثقافية بقوله: «هذا سؤال مهم». ثم أضاف: «لا بد أن نتلمس موقع الرواية الخليجية عربيا قبل أن نفكر بموقعها عالميا. إن من بين الكم الهائل من الإنتاج الروائي الخليجي ما يرتقي بجودته لمنافسة الرواية العربية. ولكن الإشكالية أنه ليس لدينا إحصائيات دقيقة ومؤشرات علمية عن مدى «مقروئية» الرواية الخليجية في مختلف أرجاء الوطن العربي. ولكننا نستطيع أن نتلمس أثر هذا الانتشار في القراءات النقدية الكثيرة لكثير من الروايات الخليجية من قبل النقاد العرب من ناحية؛ وفي تنافس دور النشر العربية - غير الخليجية - على نشر الرواية الخليجية. ونستطيع القول باطمئنان إن الرواية السعودية والخليجية -في المجمل- تشكل رافدا رئيسا لا يمكن تجاهله من روافد الرواية العربية المعاصرة. ولعل من أقوى المؤشرات على جودة الرواية الخليجية عربيا هو منافستها القوية في اختيارات جائزة البوكر العربية، حيث لم تغب الرواية الخليجية عن قائمتها الطويلة والقصيرة».
وحول الروايات التي أسهمت في رواج السرد الخليجي قال الطامي: «الروايات كثيرة لا يمكن اختزالها في بضع روايات، ونضج الرواية الخليجية وقوتها التنافسية عربيا جاء نتيجة غزارة الإنتاج الروائي وتعدد اتجاهاته وأنماطه، وتماهيه مع تنوع المجتمع السعودي - الخليجي في مغامرات روائية جمعت بين الواقع والمتخيل وارتباط الحاضر بالماضي والصراع والتكامل بينهما؛ وهذا ما نجده خاصة في روايات القرن الحادي والعشرين خاصة.
أما العالمية فإنها تحتاج وقتا يمتد لعقود. الروايات التي يمكن أن نطلق عليها عالمية هي تلك الروايات التي جمعت بين الجودة والقبول العام بين معظم شعوب العالم.
وهذا يحتاج عقودا حتى تصمد جودة الرواية ويكون لها حظ من الانتشار والقبول العالمي. إن الروايات العالمية كروايات نجيب محفوظ وتولستوي وهمنقواي وديكنز وهوقو وغيرهم ما كانت لتحقق «عالميتها» إلا بعد عقود من نشرها وإقبال القراء عليها لأنها -إضافة إلى جودتها- تحمل «بذرة إنسانية» عالمية يحس بها القارئ في أي مكان وزمان.
إن نجيب محفوظ لم يفز بجائزة نوبل إلا بعد عقود من الإنتاج الروائي المتميز جودة وتنوعا ووضوح رؤية.
إذا استمرت الرواية الخليجية بهذا التطور وغزارة الإنتاج فلا أستبعد أن تصل رواية سعودية أو خليجية إلى العالمية متى ما تكاملت فيها وحولها عناصر العالمية».
وجاءت رؤى الناقد كاظم الخليفة مرتبطة بتاريخ بدء الرواية ذاتها حيث فقال:»منذ انطلاقتها الأوروبية الأولى أوائل القرن الثامن عشر، والرواية كجنس أدبي فريد، تتعالى على التقعيد وتسير حثيثاً باتجاه عوالم غير مطروقة من قبل؛ متخطية جميع الحدود والنظريات؛ تسخر منها، وتلاعبها ككرة صوف بين مخالب هر شقي. لهذا لا يواري أستاذ الأدب المعاصر في جامعة لندن البروفيسور روبرت إيغلسون حيرته واستسلامه أيضاً من هذا الجنس الأدبي، واعترافه بأن: الرواية وبسبب قدرتها على قول أي شيء، فإنها قد تختار التركيز على أمر محدد بذاته في الحاضر، وقد لا تختار أي موضوع أبداً؛ فليس ثمة قواعد مبرمجة مسبقاً حول الكيفية التي ينبغي أن تظهر بها الرواية والموضوعات التي ينبغي أن تتناولها. وتعاضده مواطنته ورائدة أدب ما بعد الحداثة الناقدة باتريشي اوُوه: بأن الرواية تتحدى التعريف، ويعد عدم استقرارها جزءاً من تعريفها. هذا بالطبع لا ينفي أن للرواية خصائصها الفنية التي تمنحها في الحد الأدنى صفة رواية.
بهذا المدخل، الذي قد يكون اعتذاريا في كوننا سننحي جانباً أي حديث نظري عن ملامح استقرار قواعد السرد العربي وهو ما أراه مبكراً لقصر فترة حضور هذا الجنس الأدبي في الفضاء العربي من جهة، وللزخم الكبير لألوان التجريب التي طالت الرواية الخليجية وتعدد زوايا الإبداع عند تناولها من جهة أخرى. فعندما اجتازت الرواية الخليجية الحد الفاصل بينها وبين الحكاية التقليدية بابتكارها لعوالم متخيلة جديدة خارجة عن إطار المتخيل
التقليدي، وهي مستمرة بتعزيز مفهوم الايماء بالطريقة التي نتخيل بها الأحداث، حيث لا تفرض اتجاها أحادياً كما في الحكاية، بل تعمل على مناورة القارئ وإطالة أفق انتظاره إلى الحد الذي يجد نفسه أمام مسارات متعددة للمعنى».
وحول الأعمال الخليجية ودورها في رواج الرواية قال: «من الروائي الكويتي المرحوم إسماعيل فهد إسماعيل وتجربته النوعية والمختلفة في روايته «الكائن الظل»، مرورا بأسماء خليجية عديدة أخصبت الخيال العام من خلال التجريب السردي وغوايته برؤية مختلفة عن السائد في تنميط الوعي والثقافة.
فعوالم محمد حسن علوان المتخيلة في رواية موت صغير، هي ليست سيرة تاريخية لابن عربي فحسب. إنما إشراقات امتزج فيها المعنى الصوفي، بمفاهيم ثقافية معاصرة عبرت عن حيرة الإنسان، بإعادة صياغة أسئلته عن الوجود والمعنى والكينونة.
وإضافة لهذه التجارب السردية التي بإمكاننا جلب نماذج متعددة منها، إلا أنه وعند الإيجاز سنذهب إلى تجربة الروائي عزيز محمد وروايته «المدعوك» حيث إنها تشير إلى جانب مختلف في التجريبي ذهب بالخطاب السردي إلى التناص مع نصوص روائية
عالمية!
ففي هذه الرواية يتخذ الكاتب من الراوي العليم تقنيته، وينطلق به ليجوب عوالم ثقافية وفلسفية لا تنتمي لفضائه المحلي، بل تمتد من شرق أوروبا حيث فرانز كافكا حاضر بقوة في مفاصل السرد، إلى تخوم اليابان والقاص هاروكي موراكامي وأشعار الهايكو اليابانية، هذا غير هيمنغواي الأمريكي الذي لم يتوقف عنده السارد طويلاً.
فثيمة الاغتراب الثقافي في الرواية بارزة إلى الحد الذي جعل الكاتب من شخصية «ك» لا منتمية حقاً بحسب توصيفات كولون ولسون، حيث الفرد اللا منتمي: هو ذلك الشخص الذي لا يستطيع أن يقبل الحياة كما هي، والذي لا يستطيع أن يعد وجوده أو وجود أي فرد آخر ضرورياً. إنه يرى أعمق وأكثر مما يجب. وهذه الفرضية (الاغتراب) نجدها المحرك الأكبر لأحداث الرواية سواء في نظرة السارد العليم إلى عمله أو إلى أسرته ومجتمعه المحيط».
واختتم الخليفة بقوله:
«إذن، يمكننا القول إن الرواية الخليجية قطعت شوطاً طويلاً باتجاه توافقها مع الأساليب السردية العالمية؛ آخذة بالمبدأ التجريبي في تنوع مواضيعها، وأيضاً نزوعها أحياناً نحو الأسلوب الكلاسيكي - كما في رواية «سيدات القمر» لجوخة الحارثي الحائزة على جائزة مان بوكر العالمية».
وفي الختام تؤكد «الثقافية» أهمية مثل هذه التحقيقات وتتمنى أن تتولى جهات معنية بالسرد الخليجي العناية بها حتى لا تكون دراسات ميدانية فائضة عن حاجتنا رغم أهميتها وحاجتنا لها باستمرار.