سهوب بغدادي
وفقاً لما يدور في الصحف أنه في العام الماضي قدرت قيمة الحبوب المخدرة التي تم ضبطها بـ3.46 مليار دولار وتشير التحقيقات إلى أنها قادمة من سوريا، فيما بلغت قيمة التهريب من سوريا ولبنان مجتمعة في عام 2019 ما يقارب خمسة مليارات دولار، إذ تعد هذه الفترة من أصعب الفترات اقتصادياً على العالم نتيجة بدء تفشي فيروس كورونا المستجد وانهيار الأنشطة الصغيرة والمتوسطة وخسارة الأفراد أعمالهم، ومع العودة إلى سوريا فالأمر غير مستغرب في ظل التأرجح الأمني الذي عاصرته خلال العقد الماضي، وبالنسبة لبلاد الأرز فالوضع الأمني أقل سوءًا ولكنه ليس بالجيد اقتصادياً، الأمر الذي جعل تجارة المخدرات والممنوعات ملاذًا للاقتصادات المحتضرة، ومن أبرز الدول التي تم ضبط شحناتها الممنوعة إيران والعراق واليمن ودول من آسيا، حيث أصبحت المملكة في قائمة الدول المستهدفة من تجار الممنوعات، وبالنظر بانورامياً إلى أساسات المشكلة، فهي ليست مجرد تجارة تصب بالمنفعة الاقتصادية على دولة ما، بل تتعدد سبُل الحرب أحياناً من حرب قتالية إلى حرب إعلامية وحرب خفية تستهدف المجتمع، سواء عبر غسل الأدمغة وتهجير العقول وانتزاع الثقافات أو من خلال ما نستشفه من الآنف ذكره «تجارة الممنوعات» حتى يصبح مجتمع ما يتسم بالهشاشة المعنوية والجسدية والمادية وما إلى ذلك.
فيما تشير بعض التقارير التي نشرت على «فورين بوليسي» إلى أن الأغلبية العظمى من مستخدمي الممنوعات من الشباب وهي الفئة العمرية مابين 12 والعشرينات، ففي حال تم تغييب هذه الفئة باعتبار أن رحلة الإدمان تمتد لأكثر من يوم أو يومين بل لأعوام، فسينتج عن حرب المنوعات تداعيات على المدى البعيد والتي ستؤثر في اقتصاد الدولة خاصةً أن الشباب المكون الرئيس في المملكة ويشكلون الفئة الأكبر في المجتمع والديموجرافية الخاصة بها، في الوقت الذي يبرز دور الجهات المعنية والفاعلة في توعية المجتمع، يتجلى دور الأسرة في التوجيه والرقابة الفعلية دون مبالغة، وتفعيل مبدأ الرقابة الذاتية لدى الأبناء، في المقابل لدينا العديد من العقول التي لمعت من خلال برامج الابتعاث الخارجية وفي نطاقات مختلفة كالتقنية والفن والثقافة والإعلام والطب والعلوم البحتة وغيرها الكثير، فيستحسن إشراك المتميزين في عملية بث الوعي المجتمعي، على سبيل المثال المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، فلهم دور لابد من تفعيلة في الحملات التوعوية الوطنية، وبإذن الله سنتجه إلى خلق مجتمع واع وجيل أكثر مسؤولية تجاه الذات والغير.