علي الصحن
في نتائج عمل الفئات السنية في بعض الأندية، تصدق المقولة الذائعة «ليس كالحال دليلاً على صدق المقال» ولعل في نتائج عمل هذه الفئات وما تقدمه دليل على أنها مجرد عبء على النادي، وأنها لم تقم بالعمل المنوط بها كما يجب، ولم تقدم من اللاعبين حسب المأمول، لذا ذهبت الأندية للبحث عن اللاعب الجاهز، ولو بربع موهبة، لسد بعض الفراغ فيها، ووضع حلول جاهزة لأي غياب محتمل في موسم طويل.
في ناد كبير مثل الهلال، كان مضرب المثل في زمن بعيد في الاهتمام بالفئات السنية ونتائجها، لم يعد الأمر كما كان، وأقرب مثال أن هذه الفئات لم تقدم طوال السنوات السابقة اسماً مميزاً في مركز بديهي ومهم وحري بالحرص مثل حراسة المرمى، مما اضطر النادي إلى استقطاب الوطيان والجدعاني واستعادة المعيوف، ويحدث ذلك كثيراً في مراكز أخرى، مما يدعو للتساؤل: ما هو دور هذه الفئات وكيف يخطط القائمون عليها؟ هنا أدرك أننا في زمن الاحتراف وأن استقطاب لاعب جاهز أفضل من انتظار عمل الفئات السنية، سواءً في الهلال أو غيره، لكن الأمر ليس على إطلاقه دائماً.
إن «الحديث عن مستقبل الهلال ليس ترفاً، وإدارة النادي مطالبة بدراسة واقع الفئات السنية، وطريقة العمل بها، وماذا يمكن عمله من أجل تطويرها وإعادتها سيرتها الأولى، في السابق كان كل النجوم من أبناء الهلال، ولم يكن الاستقطاب إلا للضرورة القصوى ولأسماء عليها القيمة» ووفق حاجة فعلية ماسة ظاهرة وليس كما يحدث اليوم من تعاقدات محلية لم يحقق معظمها المأمول، فبقيت حبيسة الاحتياط ثم إلى إعارة أو مخالصة نهائية.
ذكرت في مقال سابق (30 ابريل 2020) أن صناعة النجم وصقله من البداية أفضل من استقطابه من عدة نواح منها: (أن صناعة اللاعب من البداية تضمن تأسيساً متكاملاً له، وأن اللاعب القادم من ناد آخر قد يكون جيداً بارزاً في ناديه، لكن هذا لا يضمن له النجاح في ناد آخر، لا سيما بحجم وجماهيرية الهلال، وكم من لاعب جاء من ناديه كنجم ومطلب، لكنه عجز أن يواصل في الهلال وخرج من النادي بهدوء دون أن يسأل عنه أحد، وثالثها: عدم توفر اللاعب النجم الذي يستحق اللعب في الهلال في كثير من المراكز، وصعوبة التعاقد معه حال توفره، في مراكز معينة أبرزها مركز حراسة المرمى، كما أن هناك فرصة للاستفادة من خريجي الفئات السنية واستثمار من لا يجد فرصته مع الهلال وتسويقه لأندية أخرى، فضلا عن أن صناعة عشرة نجوم حقيقيين من خلال النادي، ستكون تكلفتها المادية أقل بكثير من تكلفة التعاقد مع لاعب واحد من ناد آخر.
أعود واقول إن الفئات السنية في الهلال في سابق الزمن تقدِّم نجوماً مميزين يفوقون معظم من تم استقطابهم، وأن على إدارة النادي أن تعمل على إعادة ذلك الماضي الجميل، وأن تبحث عن مكامن الخلل وأوجه القصور فتعالجها كما يجب، ولا مجاملة بالتأكيد على مستقبل الهلال.