«الجزيرة» - الرياض:
اختتم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية برنامجه الدولي للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، الاثنين 20 ديسمبر 2021 في نيويورك برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وأقيمت بالتعاون مع الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية في منظمة الأمم المتحدة، وشهدت حضور قيادات أممية متنوعة من الأمم المتحدة، ومشاركة عدد من أصحاب المعالي والسعادة ورؤساء الوفود الدائمة لعدد من الدول العربية والإسلامية الصديقة، وقد أعلن معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في كلمته عن مبادرة «شهر اللغة العربية» التي ستنطلق من الجامعة في 21 فبراير وتستمر حتى 22 مارس 2022.
استهلت الفعالية بالجلسة الافتتاحية وكانت بدايتها بكلمة مسجلة لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، أشاد فيها بالعمق العربي الذي تمثله المملكة العربية السعودية، والمشروع الحضاري الذي تقوده، مشيدا بالجهود السعودية الرئيسة التي قامت بها لإدخال اللغة العربية لغة رسمية ضمن لغات الأمم المتحدة.
تلاها عرض مرئي للتعريف باليوم العالمي للغة العربية، وثّق لقرار منظمة الأمم المتحدة بإدخال اللغة العربية كلغة عمل رسمية ضمن لغات «المنظمة» الست. ثم ألقى الأمين العام المكلف لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية أ.د. عبدالله الوشمي كلمة «المجمع»، أشاد فيها برعاية سمو رئيس مجلس الأمناء لهذه لفعالية، مقدرا الجهد النوعي الذي تقوم به منظمة الأمم المتحدة، كما تحدث عن التعاون مع الوفد السعودي للإعداد والتنفيذ لهذه الفعالية، مؤكداً عناية المجمع بمسار اللغة العربية في المنظمات الدولية، ويأتي على رأس ذلك المؤتمر الدولي الذي أطلقه المجمع برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين ـ أيده الله ـ.
ثم ألقى معالي رئيس الجمعية العامة السادسة والسبعين للأمم المتحدة، ضيف الشرف، عبدالله شاهد كلمة قال فيها: «أود أن أشارككم هذه الاحتفالية الغالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر. اللغة العربية من أقدم لغات العالم وأعرقها وأجملها، وهي لغة لا يتحدث بها ما يربو عن ثلاثمائة مليون مواطن عربي من المحيط إلى الخليج فحسب، بل هي لغة الإسلام والمسلمين، ولغة القرآن الكريم، والرابط بين المسلمين في مختلف أصقاع الأرض، وهي لغة الشعر والأدب والعلم، وكان لها الفضل في نقل العلوم والمعارف إلى مختلف قارات العالم، وهي ليست مجرد لغة من 28 حرفاً، بل هي هوية الأمة. لذا، فالمحافظة عليها وتطويرها واجب وضرورة».
عقب ذلك، جاءت كلمة الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، ألقاها معالي السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، وأشار فيها إلى ما تشهده المملكة العربية السعودية حالياً من فترة تبشر بإعلان العصر الذهبي للغة العربية، حيث أعلنت المملكة إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بالإضافة إلى دعمها لحركة الترجمة من اللغة العربية وإليها.
وبعد الجلسة الأولى، جاءت الجلسة النقاشية الثانية: تحت عنوان «اللغة العربية والتواصل الحضاري في الأمم المتحدة»، أدارها الأمين العام المكلف للمجمع أ. د. عبدالله الوشمي، وشارك فيها المندوب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة معالي السفير ماجد عبدالفتاح عبدالعزيز، والمندوب الدائم لجمهورية مصر لدى الأمم المتحدة معالي السفير أسامة محمود عبدالخالق، والمندوب الدائم لمملكة ماليزيا لدى الأمم المتحدة معالي السفير سيد محمد حسين عيديد، ومعالي نائب الأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات السيد ميغيل أنخيل موراتينوس.
وفي مقدمة الجلسة، ألقى السفير ماجد عبدالفتاح عبدالعزيز كلمة معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وجاء فيها: «العروبة رابطة ثقافية، تتأسس في جوهرها على اللسان الواحد، قبل أن تكون طموحاً سياسياً أو إرادة للعمل المشترك على مختلف الأصعدة، ومن دون هذا اللسان، الذي ينطق بالضاد من المحيط إلى الخليج، لم تكن العروبة لتجد مكاناً لها أو معنى يجسدها ويعبر عنها».
كما وضح فيها مبادرة «شهر اللغة العربية» التي ستنطلق في 21 فبراير وتستمر حتى 22 مارس 2022.
واختتمت الجلسة بكلمة مسجلة للسيد ميغيل أنخيل موراتينوس، رحّب فيها بالحضور، وشكر «المجمع» على توجيه الدعوة له للمشاركة، منوهاً بدوره في الاهتمام بها، ومشيراً لأهمية اللغة العربية في التواصل وتبادل الثقافات بين الشعوب.
أمّا الجلسة النقاشية الثالثة، فقد ناقشت محور: «اللغة العربية والتواصل الحضاري من خلال اللغة والترجمة والفن»، وأدارها سعادة الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور فوزي بخاري، وتحدثت فيها الدكتورة والكاتبة فوزية أبوخالد عن موضوع «التواصل الحضاري من خلال التأثر والتأثير اللغوي»، كما ناقش الدكتور جاسر الحربش، الرئيس التنفيذي لهيئة التراث، موضوع «التواصل الحضاري من خلال التراث»، وتحدث الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد بن حسن علوان عن: «التواصل الحضاري من خلال الأدب»، واختتمت الجلسة بحديث الرئيس التنفيذي لهيئة فنون التصميم والعمارة الدكتورة سمية سليمان التي بدورها تناولت - عن بُعد - موضوع «التواصل الحضاري من خلال فنون التصميم والعمارة».
واختتمت هذه الفعالية بالجلسة النقاشية الرابعة والأخيرة، والتي دارت حول: «برامج عمل ومبادرات لتعزيز اللغة العربية في الأمم المتحدة»، أدارها مستشار المجمع الأستاذ الدكتور محمود المحمود، وشهدت مشاركات من بعض المتخصصين وباحثي الدراسات العليا المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث تناول الأستاذ الدكتور سلمان العاني، الرئيس الفخري لبرامج الدراسات العربية بالولايات المتحدة، أستاذ اللغويات العربية بجامعة أنديانا، «دور باحثي الدراسات العليا في تعزيز حضور اللغة العربية في المنظمات الدولية».
كما تحدث فيها كل من أستاذ اللغويات العربية واكتساب اللغة الثانية بجامعة ميشيغان، المدير التنفيذي للرابطة الأمريكية لأساتذة اللغة العربية، الأستاذ الدكتور محمد الحوري، وأستاذ اللغويات التطبيقية المساعد بجامعة القصيم الدكتور خلف الحربي، وأستاذ اللغويات بقسم لغويات وثقافات الشرق الأوسط بجامعة أنديانا الدكتورة إيمان رمضان، التي تناولت موضوع: «تعليم العربية لغة ثانية ودوره في تعزيز العربية في المنظمات الدولية».
وأشاروا في حديثهم في هذه الجلسة، إلى أن هذه المناسبة تعدّ عُرساً للغة العربية، وأن وجود هذا العُرس العربي في أكريكا هو أكبر دليل على عملية «التواصل الحضاري».
مؤكدين أن اللغات تعد أهم أدوات التواصل والتقارب بين الشعوب. كما ناشدوا بتفعيل بعض المبادرات التي تتضمّن مفهوم «الثقافة».