عثمان أبوبكر مالي
وقتاً بعد آخر ترتفع أصوات رياضية تدعو منسوبي ناديهم بمختلف فئاتهم ومستوياتهم (رجالات وجماهير وإعلاميين) إلى دعمه، يرددون قائلين (ادعموا الإدارة) مع استحضار مناسبة أو حجة لذلك وبأسلوب إنشائي يصل إلى درجة التسطيح أحياناً.
على سبيل المثال ترتفع حالياً أصوات بعض جماهير نادي الاتحاد تقول ادعموا الإدارة فالفريق متصدر، وكأن الصدارة انجاز أو حتى طموح، أو كأنه لا حاجة لدعمه قبل وبعد الصدارة أو أثناء الموسم وهذا غير صحيح لناد كبير وعملاق (ختم كل البطولات).
النادي ـأي نادـ يحتاج الدعم ويستحقه من منسوبيه ورجالاته والمنتمين إليه في أي وقت، لا يختلف من وقت لآخر، ولا يتطابق بين المنسوبين والإعلاميين.
وما دمت بدأت الحديث بنادي الاتحاد، أكمل معه فأشير إلى أن هذا النادي الكبير (العميد) وجد الدعم طوال تاريخه بالطريقة والمستوى الذي يستحقه، وأول ذلك (الدعم الحكومي) وهو مفروغ منه خاصة في الوقت أو المرحلة الحالية، أما دعم رجالاته من أعضاء شرف و رجال المال والتجار (سابقا) أو ذهبيين ومستثمرين (حاليا) فهو لم يتوقف سواء بطريقة مباشرة ومعلنة، أو صامتة، من دون ظهور وذلك أمر معروف، (وإن اختلف من وقت لآخر) وكان الدافع الأكبر والرئيس لبطولاته وانجازاته في كل مراحله، بداية من عهد (الرمز المنقذ) الأمير طلال بن منصور، أو (الحكيم) الشيخ إبراهيم أفندي (يرحمه الله) مرورا بمرحلة الداعم (أبو عبدالملك) و الفعال (الفريق اسعد) أو الماسي (أبو ثامر) ومن شارك معهم من أسماء كبيرة وتاريخية معروفة، منهم على سبيل المثال يوسف الطويل وخالد بن محفوظ وأمين أبوالحسن وباناجه وبامجلي (رحمهم الله) وغيرهم، وانتهاء بالعهد الحالي، والموضوع ليس مجال سرد لكل الأسماء وإنما للتذكير ليس إلا.
ولم يكن حتى وهو في أفضل سنوات الثراء والانجاز يعتمد فقط على الدعم بنوعيه (الرسمي والشرفي) وإنما كانت له موارده وتجارته الخاصة، أو لنقل مدخولاته واستثماراته التي كانت تختلف وتتغير من مرحلة لأخرى ولكنها تستمر قائمة وموجودة، وهذا الكلام منذ نهاية الثمانينات الميلادية، التي شهدت بداية محاولات (الاعتماد) على موارده ومدخولاته المباشرة والخاصة من خلال شركة (منتجات أتي الغذائية) مرورا بمشاريع الاستثمار الضخمة لاحقا وفي أزهى سنوات عمره وعروض الرعاية الكبيرة والتي بدأت عام 2008م مع شركة STC)) الاتصالات السعودية (65 مليون ريال سنوياً)، وشركة (لنجو) وشركة (كرافت) وشركة عطر (اتي8) وقناة العميد وشركات الملابس المتغيرة وشركات أخرى كبيرة، آخرها شركة (نون) موسم 2018م، ومن بعدها جاءت مرحلة (الرعايات الصغيرة) والخفيفة في عهد الإدارة الحالية والتي كانت أرقامها إما رمزية مثل شركة (فاو) أو أنها غير معلنة لأنها لا تكف الحاجة، ولا أحد يختلف أو يعترض أو يقلل من هذا الدعم في أي مرحلة.
أما الدعم الذي يطالب به البعض (حالياً) من الإعلاميين ويتمثل في نقطتين رئيستين هما (شراء بطاقة النادي ودعمه ماديا والتوقف عن النقد والحديث عن السلبيات) فوجهة نظري أن في ذلك (خلط كبير) وتسطيح لعمل ومكانة الصحفي، فالدعم المادي المباشر أو بشراء بطاقة النادي فعل عملي مطلوب من المشجع في المدرج ولا يصح من الإعلامي (الرسمي) أما إيقاف النقد وإظهار الأخطاء والسلبيات لا يمكن أن يقبل به الصحفي ولا يستقيم مع مهام وواجبات الإعلامي الحر والعكس صحيح فالانتقاد وطرح الآراء والأفكار هو المطلوب من الإعلامي (الحر) وهو واجبه الحقيقي.
كلام مشفر
-« لا زلت أرى أن الصحفي الذي يحصل أو يشتري بطاقة عضوية نادي رياضي لا يستحق أن يستمر ضمن حاملي شرف مهنة الصحافة، بل إنني لا زلت أطالب اتحاد السعودي للإعلام الرياضي سحب بطاقة العضوية من أي إعلامي يدفع ويحصل على بطاقة نادي رياضي، لأن مكانه عند ذلك في مدرج النادي وليس منصة الإعلاميين.
-« توجه جديد عند بعض الاتحاديين وهو أنهم (يقيمون معركة من غير ميدان) ومن ذلك تصنع بعض أولئك الخلاف مع بعض الصحفيين والنقاد، من خلال مطالبة لا يمكن أن تحدث، فالنقد لا يرفضه الحصيف الذي يبحث عن العلاج وتجاوز السلبيات وتحسين العطاء، لأنه يأتي وقت العمل عندما يكون هناك خطأ أو عند استشعار الخطأ قبل حدوثه أو حتى بعد حدوثه.
-« النقد الحقيقي والصحيح هو للعمل والأداء وبعد النظر في قيمة العمل او الاداء او القرار من اجل تقييمه وتقويمه أيضاً.