المساجد بيوت الله في الأرض، اختصها لعبادته، وإقامــــة ذكــره وشعائره، وهـــي مواطن تتنزل فيهـــا رحمته، وسكينته، وملائكته، وكما هي خير البقاع ومهوى أفئدة المؤمنين، ومكان أنسهم، وانشراح صدورهم، وإعلان عبوديتهم الخالصة لله عز وجل وحده.
وقد أخذ المسجد مكانته في تاريخ الإسلام. وخصوصاً في القرون الأولى. وقام بدوره خير قيام، حتى أصبح دوره في تاريخ الإسلام مكان عبادة، وذكر، وعلم، وقيادة، وحضارة، من أجل هذا أصبح من الواجب علينا إبراز دور المسجد التربوي، والحضاري وتسجيل تاريخه للأجيال القادمة.
لذا كان إقرار جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد وهى تهدف من وراء إقرارها إلى تشجيع عمارة المساجد وتطوير التصاميم الهندسية الإبداعية ونشر المعرفة بعمارة المساجد في العالم الإسلامي الحديث والمعاصر.
الفوزان أسرة من الأسر التي عرفت بمساهماتها الوطنية والمجتمعية ومبراتها الخيرية والإنسانية على امتداد خارطة الوطن وللأخوين عبداللطيف ومحمد أبناء أحمد الفوزان اسما بارزًا ولامعاً على الساحة والمشهد المجتمعي في العمل الخيري.
ولهم فرادة خاصة تحكى قصة وفاء للوطن ومعرفة حقيقية لفقه صرف المال وإنفاقه في وجوهه ترجمتها أعمالهم الخالصة لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته لا يريدون من وراء ذلك جزاءً ولا شكوراً ومن ذلك إنفاقهم السخي في محافظتهم ومسقط رأس آبائهم وأجدادهم الزلفي ولو ذهبت أعدد المشاريع والمبرات الخيرية لطال المقام بما لا يتسع به المقال.
ولقد شرفت بدعوة كريمة لحضور مناسبة احتفال جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد بالمدينة المنورة تلك الجائزة التي شرفت بحضور تدشينها واحتفالها في دورتها الأولى عام 2014م بمدينة الخبر وهذه الجائزة تحمل اسم مؤسسها الوجيه الشيخ عبداللطيف الفوزان وذلك لجهوده وتاريخه الثري بالإنجازات والأعمال وتهدف الجائزة والتي تقام دورتها كل ثلاث سنوات حيث تأسست عام 2011م وتغطي جغرافية الجائزة كل مساجد العالم إذ هي عالمية تعنى بالجوانب العمرانية والمعمارية والتقنية للمساجد وتهدف أيضاً إلى تشجيع ودعم النماذج المتميزة لتصميم المساجد والاحتفاء بها.
وشرفت منذ أيام بحضور المناسبة في دورتها الثالثة والتي أقيمت بالمدينة المنورة وهى الجائزة التي أوقف لها الوجيه عبداللطيف الفوزان وقفاً بمبلغ ستين مليون ريال وهى الجائزة الأولى في هذا التخصص في العالم.
إن ما يميز الأعمال الخيرية التي يقوم بها الأخوان الشقيقان عبداللطيف ومحمد الفوزان هو التنوع غير المكرر أو مقلد وحسب الاحتياجات والأولويات الملحة الفعلية التي تلامس المجتمع الإنساني وهم يعطون أنموذجا وأسوة حسنة في تنظيم العمل الخيري القائم على فكر ورؤية ورسالة وأهداف ومخرجات هذه الأعمال.
كما أن ما يميزها هو صفة الديمومة والاستمرار لتواجد ريع الأوقاف التي تخصص لهذه الأعمال والمبرات والمشاريع الخيرية ومنها تلك الجائزة.
إن بذرة الخير والتوق إليه والتنافس في أوجهه تجلى في أبهى صورة لدى الأخوين الوجيهين عبداللطيف ومحمد الفوزان وتجلت محجته البيضاء في أنقى سيرة لسيرة يحكمها شرع الله تعالى في كل كبيرة وصغيرة وضمن حدود الصرف وبشكل مؤسسى منتظم ومنظم.
ومن بين أعمالهم ومبراتهم ومشاريعهم الخيرية:
أولاً: برنامج الفوزان لخدمة المجتمع ويشتمل على عدة مبادرات.
ثانياً: مركز عبداللطيف الفوزان للتوحد بتكلفة إجمالية قدرها40 مليون ريال.
ثالثاً: مركز الفوزان للتأهيل الشامل فى محافظة الزلفي بتكلفة أكثر من40 مليون ريال.
رابعاً: الفوزان للإسكان الميسر لتوفير السكن المؤثث بالكامل للمحتاجين.
خامساً: بنك الطعام السعودي لنشر ثقافة حفظ النعمة بوضع صناديق داخل المولات التجارية في قسم المطاعم.
سادساً: جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد أوقف لها 60 مليون ريال ليصرف ريعه على الجائزة.
سابعاً: المشاريع الخيرية بمحافظة الزلفى والمتمثلة بمبرات عبداللطيف ومحمد الفوزان لوالديهما رحمهما الله وتشتمل على ثلاثة أبراج بقيمة إجمالية تقدر بــ 35 مليون ريال، وخصص دخلها بالكامل لجمعية البر الخيرية بمحافظة الزلفى.
ثامناً: دار الفوزان النسائية لتحفيظ القرآن الكريم بقيمة إجمالية تقدر مع تامين الباصات بــ 5 ملايين ريال.
تاسعاً: أقامة مركز إسلامي في ضاحية (موسخاتو) وسط العاصمة أثينا وتم تجهيزه بالكامل بقيمة إجمالية تصل حوالي 15 مليون ريال ويحتوي على مسجد في الطابق الأول وهو مكون من ثلاثة طوابق وبه عيادة طبية ومدرسة ودار لتحفيظ القرآن الكريم ومتجر ومكاتب إدارية لإدارة أعمال المركز.
عاشراً: شركة أرام الإحسان القابضة الذي يهدف إلى الارتقاء بوعي المجتمع وتثقيفه.
الحادي عشر: مشروع تجزئة بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.
الثاني عشر: قدم الوجيهان عبداللطيف ومحمد الفوزان دعما سخيا للغرفة التجارية الصناعية بمحافظة الزلفى بمبلغ ثلاثة ملايين ريال.
الثالث عشر: منتدى الفوزان الثقافي ومقره مدينة الخبر ويستضيف بشكل دوري نخبة منتقاة من رواد الفكر والأدب والثقافة.
كما أن للأخوين عدداً من المشاريع الخيرية الجبارة التي لا يرغبون الإفصاح عنها حتى تكتمل، حقا إنهم وبما تجود به أنفسهم التائقة إلى الخير وحب الخير وعمل الخير مؤسسة خيرية وإنسانية متميزة.
فلهم منا الدعاء والثناء سائلين الله أن يجعل أعمالهم خالصة لوجهه الكريم وأن يجعل كل ما قاموا به من أعمال خيرية في موازين حسناتهم.