«الجزيرة» - الرياض:
تستعد وزارة الثقافة لإطلاق فعالية «الأعشى» التي ستُتيح لمحبي الأدب والزوار التعرف على تفاصيل حياة ونشأة الشاعر ميمون بن قيس الملقب بـ«الأعشى» والذي ولد في بلدة منفوحة وسط الجزيرة العربية عام 570م في أواخر عصر ما قبل الإسلام. وستقام الفعالية خلال الفترة من 23 ديسمبر الجاري - 5 يناير المقبل، في شارع الفريان بجوار مركز اليمامة الترفيهي بحي منفوحة التاريخي في مدينة الرياض، وتتضمن أنشطة وفعاليات ثقافية وترفيهية تُقدم للزائر تجربة تفاعلية يتعرف خلالها على حياة الأعشى وتاريخ حي منفوحة العريق ومختلف جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في تلك الحقبة.
وتضم الفعالية أقساماً متعددة، من بينها قسم المسرح الأدائي الذي سيقدم للزوار مسرحية «صانع الشعر» وأمسياتٍ شعرية تجسد حياة الشاعر وقصائده الشهيرة، كما سيقدم عازفون سعوديون مقطوعاتهم المستوحاة من التاريخ في أروقة المكان، إلى جانب المسرح التفاعلي الذي سيسرد سيرة حياة الأعشى من خلال عرض خمس شخصيات للشاعر الأعشى في مراحل مختلفة من حياته، إضافةً إلى استعراض شخصيات مهمة عايشها صناجة العرب، كما يشارك رسامون ومصورون ونحاتون بإبداعاتهم أمام الزوار من خلال «شارع الفن» الموجود في موقع الفعالية. وتتضمن فعالية «الأعشى» متحفاً ومقهى تم تصميمه ليحاكي الفترة التاريخية التي عاش فيها الشاعر العربي الكبير، إضافة إلى عرض ثلاثي الأبعاد على سور المدخل الرئيسي للفعالية، يحكي قصة الأعشى منذ الولادة وحتى الممات، مشتملاً على اسمه ومدينته ورحلاته وشعره ولقبه، إضافة إلى منطقة للحرف التقليدية التي تقدم محاكاة دقيقة للحرف المستخدمة في الفترة التي عاش فيها الأعشى، كحرف صناعة الورق، والخوص، والتطريز، والرحى، وصناعة الفخار، والدباغة، والنسيج، وصناعة السجاد، وصناعة السيوف.
وستشتمل الفعالية تخصيص ركن للأطفال مكون من ثمانية أركان هي: الحكواتي، وجدارية تفاعلية، والخطاطة، والصلصال، والتلوين، والرمل، ومسرح العرائس والإلقاء، والتصوير، وذلك لتقديم محتوى معرفي عن حياة الأعشى في قوالب مناسبة للأطفال ولاهتماماتهم.
وتسعى وزارة الثقافة من تنظيم فعالية «الأعشى» إلى الاحتفاء بالأسماء الرائدة والمؤسِّسة للثقافة العربية، خاصة تلك التي ظهرت من قلب الجزيرة العربية وكان لها تأثير في مسيرة الإبداع العربي منذ العصور الأولى، مثل الشاعر الأعشى الذي كان وما يزال رمزاً ثقافياً له قيمته الكبيرة في تاريخ الأدب العربي. كما يمثل تطبيق المتحف الافتراضي إعادة إنتاج لهذا التراث الثقافي الأصيل في قالب مبتكر يُسهم في تعزيز تفاعل الجمهور المعاصر مع التراث، وفي سياق إبداعي يجعل الثقافة نمط حياة يعيشها المجتمع ويتفاعل معها بيسر وسهولة.