محمد بن علي بن عبدالله المسلم
اهتمام المملكة بحقوق الإنسان ليس بجديد، وقد بدأ منذ تأسيس المملكة العربية السعودية ومنذ ومنذ عهد المؤسس - رحمه لله - باتخاذه مبدأ «العدل أساس الحكم»، وكذلك دستور المملكة الشريعة الإسلامية، أي أن حقوق الإنسان بالمملكة تعتمد على الحقوق أعطاها وقررها رب العالمين، وهذا يعني أن حقوق الإنسان في الإسلام مقرره منذ أكثر من أربعة عشر قرناً وقبل ما يسمى «بمنظمة حقوق الإنسان» الوضعية والمسيسة والتي تهدف إلى تحويل الإنسان إلى أقل من حيوان لا يلتزم بأخلاق ومبادئ وضوابط إنسانية.
وتتضمن رؤية المملكة 2030 العديد من مجالات الإنسان: كالحق بالحياة، الحق بالأمن، الحق في الصحة، الحق في التربية والتعليم والتدريب، الحق بالعمل وحماية الأسرة وتمكين المرأة، وتعزيز المشاركة في الحياة السياسية والعامة وغيرها. كما تكفل الأنظمة حرية التعبير والرأي وتكوين الجمعيات والمؤسسات الأهلية، كما تسمح بالممارسات السلمية المشروعة.
كما بأن المملكة «هيئة حقوق الإنسان» وتطبق الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالجرائم. وأنظمتها تكفل للإنسان المواطن والوافد جميع الحقوق ما عدا ما يتعارض مع الشريعة الإسلامية فقد أعلنت المملكة وبكل وضوح موقفها المعارض لها.
- إن مجتمعنا الإسلامي (عموماً) مستهدف من الأعداء عبر وسائل الإعلام والمنظمات المسيسة وبكل الوسائل بما في ذلك المخدرات. وعلى مجتمعنا الحفاظ على هويته الإسلامية ومحاربة كل ما يهدم الأخلاق والأسرة والمجتمع. إن دور المملكة في حقوق الإنسان تفوق ما يدعيه من يدعون إلى منح الإنسان حقوق الحرية والعدالة ويتهمون المملكة بعدم إعطاء الإنسان حقوقه؛ بل إن المملكة تدعم حقوق الإنسان (وعلى مستوى العالم) أكثر من هذه الدول (حتى العظمى) التي تهاجم المملكة. وقد أثبتت جائحة كورونا أن المملكة اهتمت بالإنسان -المواطن والمقيم- أكثر من هذه الدول. كما أود التذكير لمن يهاجمون المملكة من الأعداء (السياسيين) مساهمة المملكة بالمساعدات الإنسانية والعمل مع الأمم المتحدة لتخفيف المعاناة من الكوارث في كافة أنحاء العالم، ودعم الجهود الدولية في مجال مكافحة الجائحة بنحو 800 مليون دولار، وأن المملكة من أكبر ثلاث دول مانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على المستوى الدولي، كما أن برنامج الملك سلمان الإغاثي قد أطلقت 170 برنامجاً إنسانياً تطوعياً وبمشاركة كوادر سعودية متخصصة، واستفاد منها أكثر من 378 ألف شخص في 21 دولة حول العالم وبتكلفة تجاوزت 41 مليون دولار.
كما أن المملكة تعد من أكبر الدول المانحة للدول النامية وهذا غيظ من فيض.
- ما هي حقوق الإنسان في المنظمات الدولية؟
لا يوجد قانون محدد في الأمم المتحدة لتعريف حقوق الإنسان، وإنما يوجد عدة قوانين واتفاقيات دولية لحقوق الإنسان مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومجموعة من القوانين الدولية التي تهدف إلى تعزيز حقوق الإنسان على المستويات الاجتماعية والاقتصادية وقعت عليها دول ذات سيادة وأصبح لها أثر قانوني ملزم على الأطراف التي وقعت عليها، إضافة إلى القانون العرفي الدولي، وهذا التعدد فتح المجال لفتح التوجهات السياسية لدخولها في مجال حقوق الإنسان وإلى حد تبني مجموعة التوجهات لفرض حقوق لا إنسانية إلى حد تحويل الإنسان إلى حيوان في الغرائز التي تخالف الطبيعة. لقد انتشرت العديد من المبادئ الإباحية والأخلاقية كالشذوذ بما يسمى المثلية حتى بعض الدول تبيح هذا الفعل وتدافع عن مرتكبيه! وفي إحدى الدول العربية قام أحد اللاعبين المعروفين برفع شعار المثليين وقد رد عليه مواطنو هذا البلد بالاستنكار الشديد.
بل أكثر من هذا ما نشر مؤخراً في وسائل الميديا من تحول بشر إلى ما يشبه الكلاب القابلة للبيع (في بريطانيا).
ومن الأمور الشاذة أيضاً ما قامت به إحدى الكاتبات السعوديات (مع الأسف) بالدعوة إلى التخلص من كبار السن وأنهم غير منتجين وأنهم عالة على المجتمع!! ونسيت هذه الكاتبة أن ديننا يدعو إلى إكرام كبار السن (الوالدين) بل جعل الإحسان للوالدين بعد عبادة الله سبحانه وتعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} (23) سورة الإسراء.
ومع ذلك لم نر من يرد عليها وكأن ذلك شيء طبيعي!!
وأنا كمواطن أفخر بحقوقي الإنسانية وغيرها ببلادي وأرفض كل ما عداها مما تدعو له المنظمات الدولية.
باختصار:
- مملكة الإنسانية أعلنت ميزانية الخير وبأرقام إيجابية تعكس حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على تطوير الإنسان وتعليمه ورعايته وسعادته.
- التطورات الحديثة في وسائل الإعلام والميديا العالمية وأهدافها الماسونية والصهيونية تستلزم من كل الدول وبالذات الإسلامية وضع استراتيجية لمكافحة تفكيك الأسرة والأخلاق الهدامة.
- الاهتمام بالتربية الوطنية أصبح ضرورياً في المدرسة والمنزل بل وفي الشارع وخلق لحمة وطنية متماسكة ضد الفتن السياسية والاجتماعية وعلنيا ألا نغفل عما يخططه أعداؤنا لوطننا وديننا.
والله الموفق؛؛