عبد العزيز الهدلق
مباراة الهلال من النصر الماضية ليست مجرد ثلاث نقاط خسرها الأول وكسبها الثاني.
فالفوز يعني للنصر أشياء كثيرة، فنية ومعنوية ونفسية، أهمها تعافي الفريق واللاعبين نفسياً، ورفع الضغوط الجماهيرية والإعلامية عنهم. وبالنسبة للهلال فالمباراة وأحداثها دقت ناقوس خطر بأن واقع الفريق ليس على مايرام، ومستقبله غامض ومخيف!
فالفريق فيه مشكلة فنية كبيرة، سواء من اللاعبين أو المدرب! وعلى الإدارة أن تبتعد تماماً عن الحلول الوقتية أو المسكنة وتذهب مباشرةً للحلول الجذرية والناجعة. وهذا يتطلب منها الاجتماع باللاعبين واستقصاء آرائهم حول سبب تراجع مستوياتهم، وعلاقتهم بالمدرب. كما يجب أن تجتمع بالمدرب اجتماعاً فنياً وتسائله عن سبب هذه المستويات غير المقنعة، وعن تواضع نتائج الفريق. وكذلك عن سبب عدم تقديم اللاعبين لمستوياتهم الحقيقية. ثم تجتمع الإدارة مع نخبة مختارة من الشرفين واللاعبين السابقين للاستفادة من آرائهم. وبعد ذلك كله تتخذ الخطوة اللازمة والواجبة للحفاظ على كيان الفريق وهيبته لإعادته لطريق الانتصارات من جديد.
أما إذا مارست الإدارة دورها السلبي نفسه الذي حدث الموسم الماضي عندما تركت الفريق يترنح دون تدخل في آخر عهد المدرب رزافان حتى خسر السوبر ثم خسر مباراة النصر، وخرج من كأس الملك، ولم تحسن وضع الفريق وتعالجه في حينه بتعاقدات فعالة بعد رحيل ادواردو وخربين.!
وهاهي الصورة تعود من جديد بالتفاصيل نفسها. فالقرارات الفعالة تكون قيمة تأثيرها في وقت اتخاذها. أما إذا مضى الوقت فلا قيمة لها مهما كانت صائبة.
وفي تقديري أن الإدارة لديها قصور في التنبؤ واستشعار الخطر، وقراءة المؤشرات.
ونحن مقبلون بعد عشرة أيام على فترة التسجيل الشتوية التي تتضمن كل الحلول. فليس من المقبول أن يكون ثلاثة لاعبين أجانب على مقاعد البدلاء!! فالذي لا يستطيع أن يكون أساسيًا فليرحل، والذي لا يستطيع إثبات جدارته فليرحل. وعلى رأس من يجب مغادرتهم الثنائي قوميز وفييتو. فأزمة الهلال الحالية هي أزمة تهديف. فقوميز فقد مستواه وفقد حساسيته وميزته التهديفية. وأصبح تواجده عبئًا على الفريق. وعلى الإدارة التحرك بشكل عاجل فمونديال الأندية سيبدأ بعد أيام قليلة من فتح باب التسجيل، ويفترض أن الإدارة جاهزة منذ الآن بلاعبيها الأجانب الجدد ليتم تسجيلهم مع أول يوم تفتح فيه الفترة. وأي تأخير في هذا يعني أن كأس العالم سيكون مجرد مشاركة، ومنافسات الموسم المحلية معاناة وألم.
زوايا
** الثنائي سالم وسلمان هما أكبر لاعبين في الفريق الهلالي من حيث السن والتأثير الفني. وعليهما مسؤولية توازي مسؤولية الإدارة في مساعدة الفريق لتجاوز كبوته. وليس من المعقول ولا من المقبول أن يكون هذان اللاعبان هما أقل لاعبي الفريق عطاء وتأثيرًا.
** إعطاء الفرصة لناصر الدوسري ومتعب المفرج لا يكفي يا جارديم. لابد أن يأخذ حمد اليامي فرصة مماثلة، وكذلك مصعب الجوير ومحمد القحطاني. إن لم يوجد التنافس بين اللاعبين، بمنح فرصة أكبر للشباب والصاعدين فإن الكبار لن يضاعفوا جهودهم، ولن يستشعروا خطر فقد المراكز، وهذا أكثر ما يخيف اللاعب، وأكثر ما يجبره على مضاعفة الجهد والعطاء.
** لجماهير الهلال: لا تعطوا بعض (التافهين) قيمة بالرد عليهم!
** مشاركة سامي الجابر ونواف التمياط ضمن أساطير العالم، وكذلك حمل كأس العرب في مراسم المباراة النهائية كان تشريفًا للرياضة والكرة السعودية. هكذا تصنع النجوم والأساطير. قوة ناعمة تدعم سمعة الوطن وتعزز صورته الجميلة في العالم.
** الفيفا يختار نجوم العالم المشاركين في مناسباته وفعاليته ومهرجاناته، وبعض الجهلة والمتعصبين محلياً يوجهون سهام نقدهم الأعمى لمسؤولين محليين.
** فجأة أصبح حمدالله (غالي) بعد أن كان غير مرغوب فيه وملغى عقده لأسباب قانونية.
** في مباراة الهلال والنصر الأخيرة تعطلت الصافرة، والفار، وضاعت بوصلة المحللين التحكيميين. فقد كانت ضربة الجزاء لبيريرا التي تجاهلها الجميع كفيلة بقلب مسار المباراة رأساً على عقب.